لا يضيع
المنتظرون، في صفوف، تكون أحيانا طويلة، للدخول إلى مغارة الميلاد في كنيسة المهد،
وقتهم، فيخطون على الأخشاب التي تغطي الأعمدة في الجانب الأيمن من قاعة ما بين
العمدان، أمنيات، وأسماء، ورسوم دينية.
وغطت الشركة
الإيطالية التي تنفذ أعمال ترميم في كنيسة المهد، هي الأولى منذ قرون، جدران
ونوافذ في الكنيسة، إضافة إلى الأعمدة الحمراء الوردية، بأخشاب بيضاء، لحمايتها.
ويصطف الحجاج
والزوار داخل الكنيسة، خصوصا في الجانب الأيمن من قاعة ما بين العمدان، للدخول إلى
مغارة الميلاد، ومنذ وضع الأخشاب لحماية الأعمدة، أصبحت هدفا مفضلا، ليجرب هؤلاء،
مهاراتهم الغرافيتية، فيرسمون ويكتبون بمختلف اللغات، بما فيها العربية.
خط مثلا، أبو
الورد: "أعطنا يا رب الراحة، النفسية والجسدية، ووفق أبنائنا في حياتهم
العملية والعائلية، والاجتماعية. لاجل اسمك يا رب، أمين".
ونقرأ أيضا:
"أنا يزن
أحبك يسوع"
"يا رب
نور بصيرتنا لنخدمك"
"يا رب
الاقي بنت الحلال، يا رب وفقني بكل خطوة"
"يا حبي
يا يسوع، نجني من كل الأوجاع والامراض"
"السلام
للجميع-عائلة جريس عمودي"
"يا رب
يا طفل المغارة، اطعم فمي نعمة الخلاص"
ولا تقتصر
الكتابة على الشؤون الدينية والاجتماعية، ولكن أيضا تشمل الوضع السياسي الذي يخيم في هذا المكان المقدس،
فمثلا تكتب أماني من القدس: "يا رب انصر غزة، كلنا مقاومة". ولم تقتصر
الكتابة على المسيحيين، فنقرأ مثلا عبارات اسلامية مثل: "لا إله إلا
الله"
وعندما امتلأت
الأخشاب التي تغطي الجانب الأيمن من الأعمدة، بالكتابة والرسوم، مثل الصليب،
والقلوب، امتد شغف الكتابة الى الجانب
الايسر، الذي يضم 22 عمودا.
ولا يعرف أحد،
مصير هذه الكتابات، عندما يتم ازالة الأخشاب، بعد انتهاء الترميم، ليعود اللون الأحمر
الوردي، يطغى على قاعة ما بين العمدان المذهلة، التي تزينها جداريات فسيفسائية
قديمة جدا، إضافة إلى جُرن العماد الأحمر.
وتضم قاعة ما
بين العمدان 44 عمودا، نُحتت من الحجر الوردي، ويُعتقد انها جلبت من محاجر جبل (إصّلَيّب)
التابع لمدينة بيت جالا، والذي استولى عليه المحتلون بعد عام 1967، وبنوا عليه
مستوطنة جيلو، التي يقطن فيها الان نحو 50 الف مستوطن، ويعتبرها المحتلون، حيا من
احياء بلدية القدس الاحتلالية.
ووضع
الاستيلاء على جبل (إصّلَيّب)، نهاية لتاريخ من المحاجر في المكان، ينتج الحجر
الوردي المميز، يمتد إلى أكثر من ألفي عام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق