شهد عمير دعنا
(أبو سلام)، في سني عمره التي تجاوزت الثمانين، على تحولات جذرية في تاريخ مدينته
القدس. ليس فقط من مكانه قبالة باب العمود، بائعا للصحف، وإنما مشاركا، على الأقل،
في مراحل معينة من حياته في الاحداث.
ابو سلام نشط
في فترة ما، في صفوف الحزب الشيوعي، في فترة الصعود اليساري، ولديه ذكريات مع فؤاد
نصار، ونضال مشترك مع الدكتور يعقوب زيادين، الذي عمل في مستشفى المطلع، وأصبح
نائبا عن القدس، في البرلمان الاردني. كان أبو سلام مزاجيا في الحديث عن تجربته
النضالية.
لم يكتف دعنا
بدوره كبائع وموزع للصحف والمجلات، وصديقا للادباء والمثقفين، ولكنه مارس الكتابة.
كتب على الأقل قصة واحدة بعنوان (فرخ البطّ عوام)، ونشرها اكثر من مرة. عندما تصدر
صحيفة أوّ مجلة جديدة، كان يدفع بنفس القصة للنشر. ولم يكن لاي من محرري الصحف، ترف
رفض نشرها، لحاجة هذه الصحف لموزع مثل أبو سلام.
رحل أبو سلام،
تاركا القدس، في مرحلة أخرى صعبة من عمرها، وذكرى طيبة لدى الناس، وهذا المهم.
عندما نجد كل هذا الاهتمام بشخص من الناس مثل أبو سلام، فان بوصلة الناس ما زالت
صحيحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق