أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 10 فبراير 2015

بشاعة السجين عندما يقلد السجّان..!


 
ما هي مصلحة حركة مقاومة في منع أي مواطن من السفر؟ والى أي مدى سيقربنا ذلك من تحقيق أهداف الأمتين الاسلامية والعربية؟ والامم الشقيقة الاخرى..!!

مَن يمنع الفلسطينيين من السفر هو الاحتلال، والأنظمة العربية العميلة له..!

مُنع الكاتب عاطف أبو سيف، من الوصول من غزة المحتلة والمحاصرة والنازفة، إلى حاجز ايرز الاحتلالي، لينتقل إلى الضفة الغربية المحتلة والمحاصرة والنازفة، ومنها عبر جسر اللنبي الاحتلالي، إلى الأردن، فالمغرب، للمشاركة في معرض للكتاب.

رواية أبو سيف الأخيرة أُدرجت على قائمة البوكر الطويلة. ربما أن أحدا من أصحاب قرار المنع، شارك في المسابقة ولم يفلح فأراد الانتقام من الاكاديمي المرموق الذي يُدرّس في إحدى جامعات غزة.

الأنظمة صاحبة القدر المعقول من احترام الذات، تقدم المتهم إلى المحكمة، إذا وجد ما يوجب ذلك، وواضح في حالة أبو سيف ان الرجل، يكتب ويذهب إلى جامعته بانتظام، ولا يوجد لدى حامل قلم مثله أي مبرر للمساءلة.

أعلى درجات القهر هي ان يجرب سجين قدرته على سجين آخر..!

أتذكر تصرف الاتحاد السوفيتي السابق، عندما فاز باسترناك صاحب (دكتور زيفاجو) بنوبل عام 1958، مُنع من السفر، وأُجبر من قبل الجهاز البيروقراطي المتضخم على رفضها. من هو ذلك الموظف أو المسؤول الأحمق، الذي نصح بالمنع والرفض حماية لمصالح الدولة العليا؟. لا شك بانه عجّل بموت الاتحاد السوفيتي، أمّا باسترناك، فعاش بابداعه وبروايته دكتور زيفاجو، التي تحولت إلى فلم ملحمي. الرواية ما زلت تُطبع، والفلم ما زال يشاهد، حتى ان بعضنا، أحب، ولو لبعض الوقت، بطله عمر الشريف..!!

أي تشكيل، أو نظام يحارب كاتبا، يفعل كمن يطلق الرصاص على قدميه..!  بل أكثر من ذلك بكثير، خصوصا في حالة النزف الفلسطينية الدائمة..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق