أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 8 فبراير 2015

مزارعو وادي قانا يواجهون احتلال المستوطنين "الناعم"!











بالقرب من بركة الجسر، في وادي قانا، ثارت ثائرة الفلاح عبد الحليم منصور (45 عاما)، ولاحق مجموعة كبيرة من المستوطنين قصدت البركة، صارخا عليهم بالعبرية، وطردهم من المكان.

وقال منصور لـ "الحياة الجديدة": "لا يكفي انهم يقتحمون المكان، بل يستهزئون بنا، ويشتمون نبينا محمد صلى الله عليه وسلم".

وتمكن منصور، الذي أبدى شجاعة فائقة، من إبعاد المستوطنين عن بركة الجسر، وهي احدى البرك التي يتم فيها تجميع مياه العيون لري البيارات التي يزخر بها الوادي، الذي يملكه فلاحو قرية دير استيا بمحافظة سلفيت. لكنهم أكملوا تجوالهم في الوادي، الذي يعتبر من أشهر الوديان في فلسطين، ويتميز بطبيعة خلابة، عمدت سلطات الاحتلال الى السيطرة عليه.

ويحيط بالوادي سبع مستوطنات، على قمم الجبال، واعتبرته سلطات الاحتلال محمية طبيعية، ويجوب موظفون من سلطة الاحتلال الوادي، تحت غطاء انه محمية طبيعية.

وخلال السنوات الماضية، فتحت هذه المستوطنات المياه العادمة باتجاه الوادي، وهو الأمر الذي توقف نتيجة صمود المزارعين في الوادي.

يقصد المستوطنون الوادي، بحراسة من أمن المستوطنات مسلحين بالرشاشات، على مدار العام، وهو ما يسميه المزارعون هنا ـ "احتلال ناعم" وسيطرة تدريجية على الوادي الذي منعت سلطات الاحتلال البناء فيه بعد الاحتلال عام 1967.

وبسبب ممارسات الاحتلال والمستوطنين، تقلص عدد المزارعين الذين كانوا يمكثون في الوادي، إلى نحو 50، في حين تشير تقديرات المحلية الى ان عددهم تراوح بين 300 - 500 نسمة.

ويشعر الشاب إياد منصور، حفيد أحد المزارعين الصامدين بالوادي، بضرورة الرد على زيارات المستوطنين للوادي، بما يسميه "السياحة البديلة".

وتمكن منصور، من بناء شبكة علاقات، باستخدام وسائل الاتصال الاجتماعي، مكنته من النجاح في استجلاب مجموعات طلابية ومن المواطنين إلى الوادي، وتنظيم جولات سياحية فيه.

وقال منصور: "في هذه الفترة يكثف المستوطنون مجيئهم إلى الوادي، ويستهدفون خصوصا العيون، وكثير منهم يسبحون فيها عراة، تبركا، كما يقولون، وعلينا عدم ترك الوادي لهم".

وليس لدى منصور احصائية عن عدد المستوطنين الذي يقصدون الوادي، إلا انه يقدر عددهم بالآلاف على مدار العام.

ولدى اجراء "الحياة الجديدة" المقابلة مع منصور في الوادي أمس الأول كان يجوب الوادي ما لا يقل عن ألف مستوطن اتوا من مستوطنات قريبة من القدس وأماكن أخرى، ونزلوا اليه من عدة طرق مُهدت من المستوطنات المحيطة بالوادي.

وقال منصور: "اعتقد انه يجب على وزارة السياحة والآثار، وشركات السياحة، الانتباه الى أهمية وادي قانا، وتنظيم رحلات اليه، من مختلف المناطق، وتنظيم مهرجانات في الوادي، ونحن نرحب بذلك أشد الترحيب".

ويتميز وادي قانا ببيارات الحمضيات، ويسطر المزارعون فيه ملحمة صمود، في ظروف صعبة تمر بها فلسطين، ويؤكدون انهم سيستمرون في الصمود، في وجه كافة أشكال السيطرة على الوادي، سواء كانت ناعمة متوارية وتدريجية أو مباشرة قاسية.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق