أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 3 فبراير 2015

الحنظل في حقولنا يُزرع..!



كشفت حملة التحريض ضد رسام الكاريكاتير محمد سباعنة، عن بؤس الواقع الثقافي الفلسطيني، وهو ما أعرفه أصلاً، وسيطرة ما يمكن تسميته الصحافي والكاتب غير المثقف، على المشهد. لم يعد منذ سنوات مطلوبا في الصحافي، ان يكون ملما، ومطلعا، ومتابعا، ومثقفا، والامر نفسه ينطبق على الكاتب، ولكن فقط ان يكون منتميا لحزب أوّ فصيل، أوّ عرف طريقا الى هذه الفضائية أوّ تلك. أوّ الى جهة النشر هذه او تلك. أحدهم مثلا، كتب متفاخرا بانه طبع نحو 20 كتابا على حساب السلطة، ومسؤول عن مؤسسة نشر عامة، هو الكاتب الأكثر حظا في النشر لديها ..!!

وكشفت الحملة، أيضا على انه تم، بشكل فاضح، تحطيم البديهيات تلك المتعلقة أصلا بمهنة الصحافة. كثير من المحرضين ربما شاركوا، في يوم ما، على صفحاتهم الفيسبوكية، عبارات مثل: "اختلف معك ولكن على استعداد أن أُضحي من اجل ان تقول رأيك"-طبعا لا أحد يبدو مقتنعا بذلك، وهذا مؤشر على ضعف الحس الليبرالي، وهو، برأي، مكون أساسي ومهم، يجب ان يتوفر في كل مشتغل ليس فقط بالصحافة والثقافة، ولكن أيضا في العمل العام. وإلا فعلى المثقف ان يحمل رشاشا، بدل القلم.

أُدرك بان فلسطين عاشت قبل عقود ظروفا أفضل من هذه المخيمة علينا بكثير. النقش المرفق، موجود منذ نحو 70 عاما على أحدى المآثر الثقافية في مدينة القدس، وأراده الفنان ان يعبر من خلاله عن الحضارة العربية-الإسلامية. لم يعترض احد.

التحريض ضد سباعنة، هو بذاءة شعبوية درك الواقع الثقافي البائس، وهو انعكاس لنظيره الواقع السياسي.

في موقف مثل هذا أتذكر ما قاله طه حسين عن أحدهم: "جاهل رضي بجهله ورضي جهله به".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق