لا أذكر بان
إميل حبيبي، أدرج، في مقابلة له، أحمد فارس الشدياق، كواحد من الذين تأثر بهم،
ولكن قراءة عمل الأخير (السّاق على السّاق فيما هو الفارياق)، يمكن أن تجعل ناقدا
(أين هو؟)، يضعه ضمن المصادر التكوينية لمنجز حبيبي غير المسبوق، فلسطينيا،
وعربيا.
خصصت الراحلة
رضوى عاشور كتابا عن كتاب الشدياق، وهو بمثابة سيرة ذاتية، والفارياق، نحت من اسم
المؤلف، ما يذكر بنحت حبيبي لكلمة المتشائل، ولكن بالطبع ليس هذا المقصود من فرضية
ما قدمه الشدياق، كمؤثر في التكوين الأدبي لحبيبي.
كتاب الشدياق،
غريب عجيب، استخدم فيه مؤلفه اللغوي والصحافي والمترجم، كل عدته، ومعارفه، ليسخر،
ويستطرد، ويظهر ولعه بالمترادفات، ويسقط عن بطل العمل صفة البطولة، و"يناكش"
كُتابًا أجانب، ويوغل في الصراحة، وينتقد
البني البطريركية الاجتماعية والدينية (وكلها من ميزات أدب حبيبي).
اعتبرت عاشور
بان عمل الشدياق، أوّل رواية في الأدب العربي الحديث، وحاولت تقصي الأسباب، التي أدت
الى ما تسميه اسقاط: "النص الأدبي والاغنى والأوفى في الأدب العربي في القرن
التاسع عشر؟".
قدم الشدياق،
نصا أدبيا، غير منقطع الجذور مع الارث السردي العربي، فهو يحوي، مثلا أربع مقامات،
وما يشبه القواميس اللغوية، وفي الوقت ذاته يستفيد من منجز بعض أدباء عصره الأجانب.
مشروع حبيبي،
كما يتبدى في (المتشائل) تقديم رواية تستند على المنجز السردي العربي، ولكن
محاولات الشدياق وحبيبي، لم يُبنى عليهما. صحيح بان هناك تجارب روائية مغايرة
(الغيطاني مثلا)، إلا ان ما حدث، ان كثيرا من النصوص العربية، خصوصا في السنوات
الأخيرة، ومنها نصوص الجوائز، حدث معها مثل الحمامة التي أرادت تقليد مشية الحجل.
لوّ اجتهد
الكتاب العرب، وبنوا على منجزي الشدياق وحبيبي، وتخطوهما، وأضافوا إليهما، هل كان
يمكن لنا الحديث عن (رواية عربية) مثلما يجري الحديث عن (رواية اميركا اللاتينية)
مثلا؟
لا قيمة لأي
عمل أدبي، لا يحمل تجديدا في الاسلوب والمضمون..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق