أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 10 مايو 2014

نقولا العائد إلى مقام الخضر..!!



 

يبدي نقولا باسم أبو غنّام (18 عاما)، نشاطا ملحوظا، وهو يقف على مدخل دير الخضر، في بلدة الخضر، غرب بيت لحم، في تنظيم دخول المواطنين، خلال عيد القديس الأكثر شعبيا في فلسطين.

ويترك أبو غنّام في أحيان كثيرة مكانه على المدخل، ليجوب أروقة الدير وباحاته التي تكتظ بالناس خلال العيد، ويمكن ان تراه وهو يساعد امرأة مسنة، تحمل أرغفة خبز تسمى قداديس، أو زيتا، لتقدمها نذرا للخضر.

فقد أبو غنّام يده اليسرى، وعمره خمس سنوات، خلال قصف احتلالي لمدينة بيت جالا، وأصبح حينها مثالا على قسوة الاحتلال، تجاه المدنيين الفلسطينيين. وخلال الانتفاضة أُصيب العديد من أطفال المدينة، وهُجر العديد من الأهالي، نتيجة القصف الاحتلالي.

ولم يؤثر فقد يده، على نشاطه الذي يبديه في الدير، وهو يرتدي زي كشافة الروم الارثوذكس التي ينتمي لها. يقول نقولا: "اصبت يوم عيد الخضر، وفي كل عام أعود إلى دير الخضر، خلال العيد، لكي أخدم زواره، الذين يأتون من مختلف المناطق.

ولا يتذكر أبو غنّام، كثيرا واقعة الاصابة، التي حدثت يوم 6-5-2001، والذي يصادف عيد الخضر، عندما كان يلهو بالقرب من منزل خاله، وسط المحتفلين، بسقفه بالباطون، في منطقة السدر، عندما تعرضت لقصف احتلالي، فأصيب بقذيفة، كلفته ذراعه اليسرى.

 "نشأت، وانا دون ذراع، لا أذكر ما حدث لي بالضبط، وكان علي ان اتعايش مع الأمر، حتى أصبح الآن عاديا، أمارس الانشطة اليومية، وكأنني غير مصاب"-يقول أبو غنّام.

واهتمت الصحافة، بنقولا الطفل، بعد اصابته، ونُشرت عنه تقارير في وسائل إعلام أجنبية عديدة، وانجز المخرج حنا مصلح، فلما عنه، مدته 40 دقيقة.

 "حصل الفلم على عدة جوائز"-يقول أبو غنّام، الذي شاهد الفيلم، ليرى نفسه كيف كان يتصرف ويتعامل مع اصابته.

يواصل أبو غنّام، دراسته في مدرسة طاليتا قومي في بيت جالا، وهو في الصف الحادي عشر، وينشط من خلال كشافة الروم الأرثوذكس في بيت جالا، في انشطة غير منهجية عديدة.

وتعرض قبل عام الى أزمة أخرى، بفقدانه أمه، بعد معاناتها مع مرض عضال، ويحتفظ بأجمل الذكريات عنها.

وأبو غنّام، هو الذكر الوحيد وسط مجموعة من الشقيقات، يؤمن بانه عليه ان لا يستكين، للظروف الصعبة التي مر بها، ويقول بانه يسعى إلى محاكمة الاحتلال، على جريمة فقدان طفل صغير ذراعه، دون سبب.

وكشف للحياة الجديدة، بانه يدرس جيدا رفع قضية، على حكومة الاحتلال، وهذا يتطلب الاتصال بمحامين، ودراسة كيفية رفع القضية، وفرص كسبها.

 "لا شيء يستطيع ان يهزم الانسان الذي يعيش على هذه الأرض، أصبت في عيد الخضر، وكما ترى، فانني أخدم خلال العيد الخضر، وزواره، وديره، الحياة ستستمر ولن تتوقف"-قال أبو غنّام، وهو يتجه لمجموعة من الناس ليساعدهم.


 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق