أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 17 مايو 2014

الاحتلال يبدد مفاجأة البابا المحتملة..!!



 

استبقت دولة الاحتلال، زيارة البابا فرنسيس للأراضي المقدسة، بموقف متشدد، من إحدى قضايا الخلاف مع الفاتيكان. رغم استغلالها الزيارة إعلاميا، باستحداث موقع تابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، مخصص لزيارة البابا، تنشر فيها موادا دعائية حول ما تصفه سياسية التسامح الديني اتجاه الأديان المختلفة، التي تزعم ان دولة الاحتلال تمارسها.

وزير الخارجية الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، حسم النقاش الذي سبق زيارة البابا فرنسيس الأوّل وأعلن بان حكومة الاحتلال، لن تتناول عن علية صهيون، والمعروفة أيضا باسم غرفة العشاء الأخير.

ساد في الأيّام الماضية، في الأوساط المسيحية ان مفاجأة سارّة، ستنتج عن زيارة البابا يومي الخامس والسادس والعشرين من الشهر الجاري، وهي على الأغلب، استعادة الكنيسة الكاثوليكية لغرفة العشاء الأخير.

وبدا هذا الاعتقاد متفائلا أكثر مما يجب، اتجاه الغرفة التي تسيطر عليها حكومة الاحتلال، ويديرها قسم الشؤون المسيحيّة في هذه الحكومة.

تقع الغرفة أعلى ما يعرف بقبر داود، الذي سيطرت عليه حكومة الاحتلال عام 1948، ونفذت عملية تطهير عرقي طالت العائلات الفلسطينية في المنطقة، ومن أبرزها عائلة الدجاني، التي كانت تشرف على مقام النبي داود.

واعتصم، يوم الثلاثاء الماضي، متطرفون يهود أمام مقام النبي داود، مطالبين بإبقاء السيادة الإسرائيلية عليه، ورفضا لما تردد بان البابا سيقيم قداسا في غرفة العشاء الأخير.

هذه الغرفة جزء من مفاوضات وصفت بالسرية استمرت اكثر من 12 عاما، كُشف عنها عام 2009، واستمرت علنا حتى الان، دون تمكن الفاتيكان من استعادة الغرفة، التي ترتبط بتقليد مهم في الديانة المسيحية، وهو العشاء الأخير للسيد المسيح ورفاقه، والاعتقاد بأنه المكان الذي توفّيت فيه مريم العذراء.

في عام 1998. تقدّم الفاتيكان بطلب رسمي للسماح له باستعادة السيطرة على الغرفة، وبدأت مفاوضات، أخذت ما اعتبر انه دفعة مهمة في أيلول 2004 عندما التقى الحبر الأعظم في الفاتيكان وزير الداخلية الإسرائيلي آنذاك أفراهام بوراز، الذي أعلن تأييده لمطلب الفاتيكان استعادة غرفة العشاء الأخير، مما أثار عليه سخطاً من الجمهور المتدين الإسرائيلي، وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية حينها، أن الحديث كان يدور حول تسليم غرفة العشاء الأخير للفاتيكان، مقابل استعادة كنيس في إسبانيا حُوّل إلى كنيسة في القرن الخامس عشر في مدينة توليدو. ولكن الوضع بقي كما هو عليه.

هذه الغرفة جزء من مقام النبي داود، الذي هو عبارة عن عدة أبنية ذات طابع إسلامي تاريخي، بعد عام 1948، حوّلت سلطات الاحتلال، مكان قبر النبي داود المفترض، إلى كنيس، وخصصت غرفة علويّة لرئيس الدولة العبرية.

يقع المقام على جبل صهيون، على بعد أقل من مئة متر من باب النبي داوود، الباب الجنوبي، لبلدة القدس القديمة، المحاذي لحارة اليهود. تولت عائلة الدجاني وقف النبي داوود، منذ نحو أربعة قرون، وفي وقت لاحق حَوّل العثمانيون الغرفة إلى مسجد لذكرى النبي داود، وفي عام 1948، وبينما كان البريطانيون يستعدون لمغادرة البلاد، وقف الضابط البريطاني المسؤول عن حارة اليهود، عند بيت مختار الحارة، وسلّمه مفاتيح باب مقام النبي داود، قائلاً: "منذ عام 70 للميلاد حتى يومنا هذا لم تعطَ مفاتيح الأسوار لأيدٍ يهودية، هذه هي المرة الأولى بعد أكثر من 1700 عام التي تحظَون فيها بذلك". نهب الإسرائيليون ممتلكات المقام المنقولة ووثائقه التاريخية، واستولوا على المسجد، واعتقلوا الشيخ محمد صدر الدين الدجاني وابنه لمدة عامين، ونفّذوا حملة تطهير عرقي في جبل صهيون، وطردوا سكانه، وهدموا نحو 200 منزل عربي. وفي 1958، اختارت الدولة العبرية المقام للاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيسها، وفي عام 1967 أصبحت القدس وفلسطين كاملةً في قبضة إسرائيل، وبدأت عمليات توسيع وتهويد لم تنته حتى الآن، وفي عام 1986، دمّر الإسرائيليون جزئيا المقبرة في حي النبي داود، ومنها قبور آل الدجاني، وجرت عمليات استيطان في ما بقي من منازلهم.

ويبدو ان الآمال التي عُقدت على زيارة البابا فرنسيس لاستعادة الغرفة، قد بددت، بإعلان ليبرمان، والسفير الإسرائيلي لدى الكرسي الرسولي، زيون ايفروني، أنّ دولة الاحتلال ليس لديها النية بالتنازل للفاتيكان عن الغرفة.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق