أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 2 مايو 2014

‏وقائع انقاذ العربيد..!!



تمكن الشابان رأفت توفيق، وعلاء محمد القصاص، من الإمساك بعربيد، ولم يفعلا، مثلم يفعل كثيرون في مثل هذه الحالة، فلم يقتلاه، وإنما أجريا اتصالات لضمان سلامة العربيد، أسود اللون، والذي يحظى بسمعة غير ايجابية في الحكايات الشعبية والوعي المشوه، عن أفاعي فلسطين.

يعمل الشابان، في مطعم في منطقة المخرور في مدينة بيت جالا، والتي يقصدها الناس لطبيعتها الخلابة، وملحق بالمطعم أماكن لتربية الدجاج والحمام، يقول رأفت: "عثرنا على العربيد في بيت الحمام، لم يكن القبض عليه سهلا، ولكن المحافظة عليه هي الأصعب، لأن الناس عادة عندما يعثرون عليه يقتلونه، وهذا يتم بسهولة، ولكننا امسكناه وحافظنا على حياته".
ويضيف رأفت: "أردنا منحه فرصة للحياة، بعيدًا عن هذا المكان، نؤمن بأنه يجب الحفاظ على الحياة الطبيعية في بلادنا، خصوصا واننا نعلم بأن العربيد غير مؤذٍ ومفيد، لأنه يأكل الفئران والأفاعي السامة".
ووصل عالم البيئة الدكتور مازن قمصية، وزوجته جيسي، إلى المطعم، لاستلام العربيد الذي تم وضعه في قفص، وكان العربيد بلونه الأسود اللامع قابعًا لا يتحرك، وبجانبه بيضة، وضعها له العاملون في المطعم لكي يأكل، ولكن يبدو انه لم يكن جائعا، أو ان خوفه وهو في الاسر جعل نفسه "تعاف" الطعام.
قبل استلام العربيد، حضر صاحب المطعم مازن سعادة، للمشاركة في وداع العربيد، وتم التقاط مجموعة من الصور للسجين الأسود، قال سعادة: "من الواضح ان العربيد كان شبعانا، وهذا ما جعل حركته بطيئة، لذا تمكنا من القبض عليه".
ووعد سعادة، بالقبض على عربيد آخر، تم رصده في المنطقة، يقول انه أكبر حجما لكي يتم اطلاقه بعيدا عن المطعم في محمية طبيعية.
وجود العربيد، ولو في قفص صغير، اثار فضول زبون يجلس مع امرأة، فقال بتأثر وصوت جهوري حماسي، انه رأى قبل أيام عربيدا ممدا على طول الشارع، وغليظا جدا، ومرت عليه مركبة، ولم يتأثر، بسبب طبيعة جلده.
وتعكس مثل هذه الرواية، التصورات الشعبية عن العربيد، والحيوانات بشكل عام، وتعتمد على المبالغة، حيث يعمد الرواة إلى ذلك، لأسباب مختلفة.
وشكك الدكتور قمصية بهذه الحكاية، وقال ان العربيد يتراوح طوله عادة ما بين متر ونصف المترين إلى مترين، وهو غير مؤذٍ أبدا، واحد أسباب قلة اعداده، النظرة السلبية له من قبل المجتمع المحلي.
تم وضع العربيد السجين في قفص، في السيارة، التي انطلقت إلى منطقة عين الحنية في قرية الولجة، وعندما تم انزال القفص، بدأ العربيد يتحرك بصورة ملحوظة، "لقد شم رائحة البرّ، لذا فانه متشوق للحرية"- قال قمصية وهو يبتسم.
أمسك قمصية بعصا حديدية خاصة لامساك الأفاعي، بينما تولت زوجته التصوير. فتح قمصية القفص لإفساح المجال للعربيد للخروج، وحين وجد صعوبة في ذلك، أمسكه بالعصا، واخرجه، ووضعه على الأرض، بينما كان العربيد يزداد حركة، بعد ان أدرك، ان لديه فرصة للإفلات والانطلاق إلى الحرية.
وبعد التقاط عدة صور، على وقع حركة العربيد ذو الجلد الاملس، تم اطلاق سراحه، وبسرعة كبيرة، كان يتسلق تلة صغيرة ويغيب بين شجيرات خضراء.
 "سيشق طريقه من جديد في هذا المكان، وسيعثر على من يؤنس وحدته من بني جنسه، أنا واثق من ذلك"-قال قمصية، وسط اعجاب زوجته جيسي، لنجاح المهمة.
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق