أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 15 سبتمبر 2013

بالحرية، يا شباب..!!


يضم كتاب (بالخلاص، يا شباب) لياسين الحاج صالح، مقالات، ومقابلات، أُجريت مع هذا الناشط والمعتقل السياسي السابق، عن تجربة اعتقاله في سجون (سوريا الاسد) لمدة 16 عاما.

لا تروق لي عادة الكتب التي يقدم صاحبها على تجميع مجموعة من مقالاته أو دراساته، ليضعها بين دفتي كتاب، إلا ان كتاب صالح مختلف الى حد كبير عن هذه النوعية من الكتب، رغم وجود بعض التكرار فيه.

اعتقل صالح طالب كلية الطب، لانتمائه لفصيل شيوعي سوري، وبعد عدة سنوات في المعتقل، حُكم عليه بالسجن 15 عاما، ولم يكن ذلك كافيا، فتم اضافة سنة اخرى على الحكم، بدون سبب معروف.

كتاب صالح، واحد من مجموعة كتب ضمن ادب الاعتقال السياسي السوري، والذي يبدو انه يضم اكبر مجموعة كتب.

يتميز الكتاب، عن غيره من ادب السجون في العالم العربي، بتنظيره لوضع السجين السياسي، وصراحته، ومراجعته لأمور عديدة، ولتوصيفه بجرأة حال السجين السياسي بعد الافراج عنه، وبالمناسبة هي حال تشبه كثيرا حالة الاسير الفلسطيني المحرر. صالح كتب، ولكن نحن في فلسطين لم نكتب.

ويتميز كتابه عن ادبيات اخرى في السجن السياسي كالمصري مثلا، فرغم انه يتطرق الى خلافات بين فصيله وفصيل شيوعي اخر، الا اننا لا نجد لديه التقليل من شان الاخرين كما في (الاقدام العارية) لطاهر عبد الحكيم، أو التعرض لأشخاص معينين  وتصفية حسابات حزبية معهم، كما سعد زهران في (الاوردي) وبالطبع يخلو كتابه من بروباغندا، كما يمكن ملاحظته في ما كتبه اسلاميون مثل زينب الغزالي. رغم ان قسوة السجن السياسي، او حتى بدون اية قسوة، تكفي لوحدها بدون اية بروباغندا.

ويتميز ايضا، بإنصافه للمعتقلين الاسلاميين في سجون نظام الاسد، ويكشف عن تعرضهم للتعذيب، مع معتقلي حزب البعث-الجناح العراقي، بشكل لا يمكن تصوره.

ويذكر رقما مهولا عن عدد الذين أعدموا في سجن تدمر، لا ارغب بذكره. بالنسبة لي يكفي إعدام سجين واحد، مواطن واحد، ليفقد النظام، أي نظام شرعيته، وعندها لا يكون، بالنسبة لي، أي حديث عن مقاومة وممانعة وما شابه، أي معنى له. لا معنى للبلاد بدون الناس، والافراد. وطن يحقق فيه الافراد انفسهم. وليس مجرد براغي في الة الجماعة، والمصالح. تبا للجماعات والايديولوجيات الشمولية. ونعم لحرية الفرد وكرامته وانسانيته.

في السجون السورية، التي تعج الان بالمعتقلين السياسيين، يقول السجين لرفاقه بعد ان انتهاء وجبة الطعام: "بالخلاص، يا شباب) متمنيا لهم الحرية.

بالحرية، يا شباب وشيوخ واطفال..سوريا، وفلسطين، وكل سوريا، وكل فلسطين على وجه المعمورة..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق