أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 2 سبتمبر 2013

‏‏‏هل أنت/تِ ابن/ة فخر المخِدرات؟


انقسمت الألقاب التي أسبغها المقدسيون على نسائهم، في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، بشكل يبدو حادا، وفقا لوضع المرأة الطبقي، كما يستدل من دراسة الباحث سليم جمعة السوارية (الحياة الاجتماعية في مدينة القدس: 1750-1800م) الصادرة في عمّان عن دار عالم الثقافة للنشر والتوزيع.

ومن الألقاب التي أُسبغت على نساء الأعيان وعلية القوم وبناتهم: فخر المخِدرات، والست المصونة، وبهجة المخِدرات، والجوهر المكنونة، وتاج المحجبات، وخاتون.

وفي حين ان ديباجة عقود الزواج للناس العاديين خلت من الألقاب، كانت عقود بنات الأعيان تضج بالألقاب مثل: تاج المستورات، والجوهرة المكنونة، وذات الحجاب الرفيع، واخت الأتراب الأعارب، والدر المصونة، والسيدة، وعالية الرتب.

وقد يلفت الانتباه من هذه الألقاب فخر المخِدرات، الذي يفسره الدكتور ياسر الملاح، في حديث لمراسلنا، بانه من (الخِدر) وهو الفراش الامن، والمقصود بهذا اللقب "المستورة".

أمّا النساء من عامة الناس، فكان يشار للواحدة منهن بلقب: الحرمة، اذا كانت متزوجة، والبنت أو القاصر إذا كانت غير متزوجة. ومثل هذه الألقاب ما زالت حاضرة في مواقع مختلفة في فلسطين.

أمّا النساء غير المسلمات التي كن يوصفن بالذميات فكان يشار إلى الواحدة منهن بالذمية، أو الرومية، أو القبطية أو الارمنية أو الذمية اليهودية، واذا كانت متوفاة يشار اليها بالمرأة الهالكة.

ولكننا نجد في دراسة الدكتور أحمد القضاة (نصارى القدس-دراسة في ضوء الوثائق العثمانية)، ان "التوزيع الطبقي" للألقاب شمل النساء غير المسلمات في فترة لاحقة، عن تلك التي درسها السوارية، ففي القرن التاسع عشر، نجد في سجلات محكمة القدس الشرعية بان النساء المسيحيات من العائلات الغنية خوطبن بعبارات تدل على المكانة الاجتماعية، مثل "مفخر نساء ملتها"، و"بهجة نساء ملتها"، و"مفخر نساء الملة المسيحية"، و"قدوة العشيرة العيساوية"، اما المرأة المسيحية من العامة فخوطبت بالذمية.

ويعكس ذلك انقساما ملحوظا في الواقع الطبقي في المجتمع المقدسي، وهو ما لم يشر له الباحث السوارية، الذي أراد من بحثه تسلط الضوء على الحياة الاجتماعية في مدينة القدس خلال حقبة الدراسة، التي يقول بانها تميزت بحقبة انحدار الحكم العثماني. معتمدا بشكل رئيس على وثائق سجلات محكمة القدس الشرعية.

ولاحظ الباحث ان ظاهرة تعدد الزوجات لم تكن منتشرة في المجتمع المقدسي خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي، وان عدد افراد الاسرة تراوح ما بين 3-5 افراد لكل اسرة.

ويرى الباحث ان المرأة المقدسية: "تمتعت بقدر كبير من الاحترام والحرية والاستقلال من خلال ممارستها لبعض النشاطات الاجتماعية"، مثل: اليع والشراء، ومُوكلِة ومُوكَلّة في قضايا البيع والشراء، ومدعية ومدعى عليها، ومارست أعمال الوصاية والحضانة.

أمّا ملابس النساء في تلك الحقبة فكانت: "تتكون من القميص ثم المضربية وهي عبارة عن ثوب نسائي يصل إلى أسفل الركبتين ويكون مفتوحا من الامام، مخروما بشريط خاص، مصنوع من الحرير وعليه تطريزات، بالإضافة إلى الشال الذي يلف الرأس حول العنق، والبابوج، ولا تكاد تخلو تركات النساء من الخلاخيل وأحلاق الذهب والخواتم والأساور الذهبية والأحجار الكريمة من المرجان واللؤلؤ والياقوت".

وقد يكون من المفاجأة، ان فلسطين، عرفت (الخلع)، في ذلك الزمن، فالمخالعة، كما يقول الباحث كان احد اشكال الطلاق: "اذ تقوم الزوجة بإبراء الزوج من مهرها ونفقة عدتها، واذا اختلعت المرأة لا تعود الا بعقد جديد".

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق