فيما يلي عرض نشرته مجلة (نزوى) العمانية في عددها الاخير رقم (66) عن رواية المسكوبية بقلم الكاتبة: سمـــا حســــن.
وقد استعرض الكاتب في الكتاب عدة نقاط ما زالت راسخة في ذاكرته حيث تعرض للاعتقال في العام 1982 ومن هذه النقاط التي استعرضها: شهادات حية عن التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون، وكذلك نقل شهادة حية عن تدمير حارة الشرف و باب المغاربة ومسجد البراق في القدس، وكذلك نقل للقارئ صورة عن مرحلة تاريخية في القدس هي حرب 1967 وما نتجت عنه الحرب، وهناك استعراض للإرث التاريخي لباب العامود، أو باب دمشق، وأورد روايات حول التسمية وضياع العامود الأصلي، وعن الصراع بين الفلاحات الصابرات وشرطة ما يسمى بلدية القدس، ومصادرة البضاعة منهن، وتحدث عن فروق الزمن في السجن وخارجه.
ثم تحدث عن أحداث اقتحام الحاقدين للمسجد الأقصى عام 1982 وإطلاق النار، وسقوط الشهداء وإصابة العشرات، ولم يغفل الكاتب جريمة اليهودي الاسترالي غولدمان الذي أطلق النار على المصلين في باحات المسجد الأقصى في نيسان (ابريل) 1982، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة وإصابة العشرات بجراح، واعتقال المئات،الذين اقتيدوا إلى معتقل المسكوبية للتحقيق والاعتقال أيضا.
وتطرق الكاتب إلى نفسية المعتقل وصراعاته الداخلية في مختلف المراحل والتجارب التي يمر بها كصاحب حق وصاحب قضية(لا يوجد خلاص لك من زنزانتك إلا أن تكون نفسك، صاحب قضية، تريد أن تنتصر على محقق يجب أن تراه مجرد خادم يدافع عن قضية خاسرة).
واستعرض الكاتب أساليب التعذيب الوحشية التي يستخدمها الاحتلال ومنها التعذيب الجسدي والنفسي مثل الضرب المبرح على كافة أعضاء الجسم بما فيها الأعضاء التناسلية، والتعليق من القدمين لأيام وهو ما يطلق عليه اسم « الشبح» وذلك في قوله: ( يطول الشبح ويصبح غير الممكن ممكنا، فالمشبوح الذي يمسك نفسه عن التبول يأخذ في نهاية الأمر عند اشتداد آلام المثانة قرارا لا إراديا بإراحتها، ومثل كل الأمور تكون الصعوبة في البدايات) ص69، وتقييد الأيدي وترك المعتقل يتبول في ثيابه دون السماح له بقضاء حاجاته الإنسانية، وما يصاحب ذلك من عذابات نفسية، وترك المعتقل في زنازين ضيقة ومعتمة لا يعرف ليله من نهاره، وإضاءتها بمصابيح صفراء خافتة لتدميره نفسيا، ودمج المعتقلين أمنيا مع المعتقلين الجنائيين الإسرائيليين وتعرضهم للاعتداءات الجنسية من الشواذ اليهود.
ولم ينس الكاتب أن يوضح أن الاحتلال لا يفرق بين الرجل والمرأة في الاعتقال والقتل في قوله: (اعترف إيتان بن موشيه بن إنيان بأنّه عندما كان في عصابة الإتسل، شارك في تنفيذ مذبحة دير ياسين (عام 1948) بإصدار الأوامر لأفراد عصابته بقتل المدنيّين، وعندما شاهد أطفالا أصيبوا، قال لأفراد عصابته: اقضوا عليهم، وإلا فالويل لنا إن كبروا ورَوَوْا ما شاهدوه).
وقد استخدم الكاتب الأسلوب الروائي، حيث استخدم فيه أسلوب الاسترجاع flash back وبلغة أدبية رغم أن الموضوع لا يحتمل البلاغة، لكن مرور الزمن ما بين الاعتقال والتدوين، وصقل تجربة الكاتب بدخوله معترك الحياة أدبيا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا وحياتيا أملت عليه أن يبدع عملا روائيا رائعا رغم مرارة مذاق المضمون الذي تعرض له هو شخصيا.
هذا وقد سبق العديد من الكتاب والمعتقلين شهادات حية عن المعتقل والسجن ومنهم سبق الدكتور أسعد عبد الرحمن في بداية سبعينيات القرن العشرين (يوميات سجين)، كما صدرت مجموعة قصص (ساعات ما قبل الفجر) للأديب محمد خليل عليان في بداية ثمانينات القرن الماضي، و(الزنزانة رقم ..) لجبريل الرجوب، وروايتا (ستائر العتمة ومدفن الأحياء) وحكاية (العمّ عز الدين) لوليد الهودلي، و(تحت السماء الثامنة) لنمر شعبان ومحمود الصفدي، وكتاب(رسائل لم تصل بعد ومجموعة سجينة القصصية) للمرحوم عزت الغزاوي، وكتاب (الاعتقال والمعتقلون بين الصمود والاعتراف) للنائب حسام خضر، وفي السنوات القليلة الماضية صدر كتابان لراسم عبيدات عن ذكرياته في الأسر.
My brother recommended I may like this web site.
ردحذفHe was once entirely right. This publish actually made my day.
You cann't believe simply how so much time I had spent for this info! Thank you!
Feel free to visit my website :: transfer news chelsea today