لا
أعرف، ما الذي جعلنا نعتقد، أن هذا النوع من أمهات الأسرى سيعشن على الأقل، حتى
تكتحل أعينهن بفذلات الأكباد، الذين ذهبوا، وطال غيابهم؟
غادرتنا
اليوم مزيونة في مخيم عايدة، يفصلها عن القدس جدار، وعن بيت نتيف، رمية أمل. ليس
لدي شك أنهن من طينة أخرى، غير تلك التي جُبلت وجاء منها البشر، يدبون على الأرض،
أمواتًا وأشباحًا.
صمدت
مزيونة، لترى ابنها الكاتب والمفكر ناصر أبو سرور، المغيب منذ عام 1993م. غنت له،
وحدثته كأنه في منزل المخيم المؤقت، المطوق بدويبة تعش فصلها الأخير. زاملت مزيونة
وأخريات في حافلات زيارات أهالي الأسرى. سمعت صوتها عاليًا، فخورة بناصر ورفاقه،
يٌنهض العائدين والعائدات بعد لحظات مقتنصة برؤية الأبناء خلف القضبان.
مزيونة
أبو سرور، وأمونة عبد ربه، وأم كريم يونس، وأم يوسف العجوري، سلسلة من تلك الطينة.
العاديون
والعاديات يطورون الهوية، لأبناء لن يهزموا.
#مزيونة_أبو_سرور
#ناصر_أبو_سرور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق