أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 20 نوفمبر 2021

نبش في حقول المسكوت/بهاء رحّال


 


رواية على قدر كبير من الجمال، والنبش في حقول المسكوت عنه في التاريخ، والدخول إلى عوالم النفس البشرية، وفيها معنى ومغزى ولها هوية المكان والزمان، غير أنها تأتي في وقت لا يزال الواقع العربي لا يحتمل هذا التجديف، لأنه منذ البداية لم يقر بغير ما يمجد وما يبجل حضوره النبيل ككائن مختلف، أو هكذا يظن، في طور محاولات عملية البقاء الهش، طالما أخذ لنفسه هذه المكانة في الجهل، فلا يعول على من قام بمنع الرواية، ويعول على قلم مسكون بالبحث والكتابة والتجديف في العمق. عمق الحقيقة وعمق الزمان، وهذا يأسر القارئ ويحاصر المانع ويمنح الرواية قيمة وقوة في الحضور.

كعادته في كل مرّة، يغرف من زاوية جديدة مختلفة عن السابق ليسلط الضوء على حكاية، وكأنه يريد أن يقول أن بلاد الشرق مليئة بالأساطير وهي كذلك، ومليئة بالخلافات والاختلافات الضاربة في القدم، وليست حديثة العهد، لكنها متجددة تحت راية الإلهة. فرب ابرام يختلف عن رب كنعان، ورب العشيرة غير رب القبيلة ورب العائلة مختلف عن رب الأسرة، ولكل الأرباب آلهة، والآلهة التي تغضب تنتقم من عبادها أشد انتقام، وأن الخطر كان في حُسن وجمال بنات كنعان على سلالة ابرام النبي الذي أنجب من نسله عشرات الأنبياء، ولم يفلح في درء خطر الكنعانيات الفارهات طولًا وجمالًا ودلالًا. وفي تصوير مهم نجد في الفصول الأولى علاقة يهوذا الذي أحب الكنعانية وتزوجها فوقع عليه غضب القبيلة، وعوقب بالنفي عن المدينة المقدسة، وعاش حياة قاسية سببها غضب الرب، وتبعه بعد ذلك ابنه البكر "عير" الذي أحب تمار الكنعانية وتزوجها، فتبع قلبه وحبه وقرر أن يعاند إرادة الرب، وقبل أن ينجب منها مرض، وعندما قدم قربانه للإله لعله يرضى ويشفى، اشتد عليه الوجع والحمى والسهر ثم مات، في شارة أنه لم يرضَ وكانت خطيئته التي لم يفعل غيرها زواجه من تمار الكنعانية.

ماذا فعلت يا أسامة؟ وأنت تعلم أن البشر يكرهون تلك المرايا التي تكشف لوثاتهم وتكشف ضلالات اعتقادهم القائم على تفسيرات خاطئة. يكرهون كل ذلك وأكثر ويتشدقون بأنهم الأخيار بلا منازل. أعرف أنك لم تشأ منازلة أحد، غير أنك كشفت بعض المستور وبعض الممنوع وبعض المختلف عليه.

#بهاء_رحّال

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#مُنع_في_عمّان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق