في عام 1965، في مزرعة القمحاوي في الجفتلك، اجتمع عدد من كوادر حركة القوميين العرب، بشكل سري، وقرروا عدم حل التنظيم، والذوبان في التيار الناصري، وجرت أوّل انتخابات لقيادة إقليم الأردن، ففي السابق كانت قيادة الحركة تُعيّن قيادة الاقليم، ونجح عدد من الشباب المتحمس، وكان منهم عوني الشيخ.
الشيخ ترك الحركة لاحقا، وعندما احتلت إسرائيل ما تبقى من فلسطين، كان يعمل مدرسا في شرقي الأردن، فترك عمله وع...اد فورا للوطن المحتل، وأعلن اضرابا، ما زال مستمرا حتى الان، احتجاجا، على
تدخل الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي في المناهج التعليمية، وأبلغ رئاسة الأونروا، التي يعمل بها بذلك، ففصلته.
رفض الشيخ الاعتراف بشرعية الاحتلال، والتعامل مع مفرداته، من العملة، حتى البضائع، ورفض بطاقة الهوية، ودفع ثمن ذلك غاليا، اعتقل وعُذب، وخاض اضرابًا مفتوحًا عن الطعام من يوم 15-9-1968حتى 15-2-1969م.
لم يستفد أحد من تجربة الشيخ، الذي لم يتزوج، ويعيش حياة خبزنا كفاف يومنا. أحد أفراد النخبة الثقافية قال لي مرة: عوني مجنون..!
قلت: لوّ ان شعبنا واجه الهزيمة بالجنون، ورفض الاحتلال ومفرداته..!
أحب عوني الشيخ، واحترم هذا المثقف المبدئي، الانسان النادر، الصِلب..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق