أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 2 نوفمبر 2015

نبلاء زمن الأحلام..!





من أكثر الأسرى الذين لفتوا انتباهي، في تلك الأيّام من ربيع 1981م، التي قضيتها في سجن رام الله، شاب بشاربين غليظين، مُعتني بهما جيدا. علامتان في وجه يبدو طفوليا، سمحًا، ولكنه أيضًا، لا يخلو مِنْ قوة وعنفوان لا يفصحان عن حالهما باستعراضية ممجوجة، كما هو حال كثير من الأسرى محبي تربية الشوارب، باعتبارها علامة لا تخطئ على الرجولة. اسمه يتردد على الألسنة باعتباره أسطورة صمود: علي الجمّال. صَمَدَ الجمّال خلال التحقيق القاسي في زنازين المخابرات، ولم يعترف، هو بذلك مِنْ القلة الذين لم يدلوا بأية اعترافات لمحققي الاحتلال. فشلت المخابرات الإسرائيلية بتقديم لائحة اتهام ضده في المحكمة، فحولته للاعتقال الإداري. عُرف الجمّال، آنذاك، بانه صاحب أطول حكم إداري، وصل إلى 7 سنوات (سيصل لاحقا إلى 9 سنوات).

شكّل الجمّال، المحبوب من جميع الأسرى، نموذجا لثائر من تلك الأيام المفعمة بالأمل والحماس والأيديولوجيات، بروحه المتفائلة، وحرصه على أخلاقيات تليق بثائر ينظر إليه باقي الأسرى باعتباره قدوة تحتذى.

 اتهمته سلطات الاحتلال بقتل ضابط إسرائيلي وسط مدينة جنين، وهو ما نفاه قطعيا، خلال أكثر من مئة يوم من التحقيق القاسي. الجمّال، أصبح رمزا أيضا خارج السجن، وغنى الشباب والصبايا له في الأعراس.

طلبت من الصحفي الصديق عميد شحادة، المقيم في جنين، ان يبحث لي عن الجمّال، وكانت النتيجة، مُبشرة.

التقيت الجمّال يوم 4-10-2015، وكذلك التقيت نمر ابو ليّا، وأنوه لفضل الصديقة ميسر عيطاني في المساعدة على عثوري على أبي ليّا زميل الاعتقال في سجن جنين عام 1981م.

ماذا حدث لنبيلين، من نبلاء حركة المقاومة الحالمة، بعد هزيمة حركة المقاومة الفلسطينية المعاصرة؟ قليل من الحكاية في التقرير المنشور على هذه الرابط، أمّا الحكاية الطويلة، فستنشر لاحقا:


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق