أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 11 أغسطس 2014

الموصل ولوّ طال السفر..!











لم نكد نصل بغداد، متعبين، من رحلة طويلة بالحافلة من عمّان، حتى سافرنا، مرة أخرى بالحافلة، وهذه المرة إلى الموصل. كثيرون من الذين أتوا لمراقبة الانتخابات البرلمانية، المعروفة النتائج مسبقا، فضلوا العمل في حي المنصور،... بسبب ترشح ابن القائد فيه، بينما أصرّ محمد مناصرة على الذهاب إلى الموصل، لاقتفاء اثر أيزيدي عرفه شقيق مناصرة الأكبر عندما أقام أو زار الموصل، وتاثر به، واثرّت الحكايات عنه في مناصرة (يستطيع أبو نادر تصحيح هذه المعلومات، التي استلها من الذاكرة).
انطلقنا معا، اتفقنا على ان نستريح قليلا، ثم نخرج سويا، إلى ليل الموصل، ولكن التعب أخذني في رحلة نوم لعدة ساعات.
سألنا عن كيفية الوصول إلى جبل سنجار، ولقاء الايزيديين، الاجابات من الشخصيات الرسمية والشعبية، صعبت امكانية الوصول إلى المنطقة، ولا أعرف السبب، رغم الاشادة بمزايا الايزيديين، وضيق الوقت عقّد الامور.
زرت مقام النبي يونس، كنت مشغولا بالمقارنة بينه وبين مقام النبي يونس في حلحول الفلسطينية، التي يُعرّف معظم أو على الأقل قسم من اهلها أنفسهم بانهم من اصول عراقية، وتحوي عدة مواقع مرتبطة باسطورة النبي يونس.
الفترة القصيرة التي قضيناها في الموصل، لم تمكنا من لقاء أي أيزيدي، وجعلتنا نعود إلى بغداد، غير مرتاحين، لاحقا التقيت أيزيديين، ولفت انتباهي الارتباط الكبير بينهم.
في بغداد لم يفتنا الكثير، كانت عناوين الصحف: "فوز قرة عين الرئيس".
خلال الأحداث الاخيرة، لفت انتباهي ما قالته النائبة الايزيدية (علي ان أقول العراقية) فيان الدخيل، في حوار مع (الميادين) حول ما يمكن وصفه بسيكولوجية الأقلية، وكيف انها تتجنب ما يثير أية مشاكل أو يزعج الأغلبية، وبطش الحكام.
سؤال: كم ألف سنة يحتاج أبناء الأقليات (انا أمقت هذه الكلمة) في وطنهم ليتخلصوا من الشعور بالنقص اتجاه الأغلبية؟ (الأغلبية ليست سوى فسيفساء أقليات)
ملاحظة: من خلال دراستي لتاريخ منطقتنا لاحظت ان أي خليفة وحاكم ووالي وآغا اضطهد الأقلية، كان أيضا يضطهد الأغلية، فجميعنا في نظر الحكام رعايا، بدون حقوق.
عدت من العراق، محملا بكتب عديدة عن حضارته، مترجمة للعربية، ومنها عن الايزيدية، استعاره محمد مناصرة، ولم يعده منذ 14 عاما..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق