"الكل
أصدقائي منذ رواية مئة عام من العزلة، لكن ما من أحد يدري كم كلفني الوصول إلى
هناك. لا أحد يدري ان الأمور وصلت بي حدا جعلني أتناول الطعام من القمامة في
باريس".
هذا
الكلام على لسان غابرييل غارسيا ماركيز (نوبل-1982)، أشهر روائي في عالمنا الان.
الذي اضطر لرهن أغراض منزله في المكسيك، لتفرغه لكتابة (مائة عام من العزلة)
وعندما وقف في مكتب البريد، صحبة زوجته ميرثيدس، لأرسال المخطوطة إلى ناشره، لم
يتمكن من إرسالها كاملة، لعدم توفر ثمن البريد، فارسل نصفها، وعاد مع زوجته إلى المنزل
لرهن بعض ما تبقى ليتمكن من ارسال الجزء المتبقي مما ستصبح واحدة من أشهر الأعمال
العالمية.
في
هذا الكتاب عن حياة ماركيز، أمضى الأكاديمي والناقد جيرالد مارتن، 17 عاما في جمع
المعلومات ومقابلة عشرات الشخصيات، ليقدم سيرة لماركيز، ومفاتيح لفهم عالمه
الروائي، ورغم ان ماركيز أعلن مرة عن رضاه عن الكتاب، الى حد اعتباره سيرة رسمية
أو شبه رسمية، الا انه يخلو من المحاباة، ويوجد فيه الكثير مما يزعج ماركيز،
ولكنها صناعة الكتب التي تختلف عندهم عن ما هو موجود عندنا، والتزام الباحث
الاخلاقي والمهني، وهو يكاد يكون غائبا في صناعة الكتب العربية.
الكتاب تصل عدد صفحاته إلى 800 صفحة،
كتاب ممتع، خطه باحث جاد عن كاتب أخذ حرفة الأدب على محمل الجد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق