يأخذ دان براون، في روايته الجديدة (الجحيم)، القراء والقارئات، إلى عوالم
فلورنسا، والبندقية، واسطنبول المدهشة. مسلطا الاضواء على كنوزها الفنية
والحضارية.
يستلهم صاحب (شيفرة دافنشي) حبكة روايته البوليسية من جحيم دانتي. وكما
عودنا هذا الكاتب، الذي أصبح ظاهرة أدبية-تجارية في العالم، فانه يستعد لما يكتبه
جيدا، ولكن ما ساءني، تجاهله ما يتردد دائما عن المصادر العربية لجحيم دانتي.
والمثل الأبرز رسالة الغفران لأبي العلاء المعري. وهي رسالة في الادب والتاريخ
واللغة والدين..الخ.
الراحل الدكتور لويس عوض، يؤكد في كتابه (على هامش الغفران) على ان جحيم
دانتي، غير مستوحى من الإرث المسيحي الديني عن الجنة والنار، وإنما من مرويات
المعراج لدى ابن عباس، ويقدم الأدلة على ذلك. مشيرا إلى ترجمات لهذه المرويات قد
تكون وصلت دانتي. ولا يستبعد ايضا تأثر صاحب الجحيم برسالة المعري ولديه مقارنات
مثيرة بين عمل المعري وعمل دانتي. اما اغلب الباحثين فانهم يشيرون دائما الى تأثر
دانتي برسالة الغفران.
لا يبدو دان براون بعيدا عن الارث العربي-الاسلامي، ويقدم في روايته، مثلا،
مقارنات لرؤية المسيحية والاسلام للكلمة، فلدى الاولى تحولت إلى جسد، في حين بقيت
لدى الاسلام الكلمة هي الكلمة.
رغم المتعة التي يقدمها براون للقراء والقارئات، إلا انني استغرب عدم تطرقه
لاستفادة دانتي شبه المؤكدة من الغفران أو مرويات المعراج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق