يسعى ثروت الخرباوي، المنشق عن جماعة الاخوان المسلمين في مصر، إلى اثبات ان
الجماعة يسيطر عليها، أو «مختطفة» حسب تعبيره من «القطبين» المتشددين، ويقصد بذلك
الاخوان المسلمين الذين تشبعوا بأفكار سيد قطب التكفيرية، وبذلك فان الجماعة، حسب
رايه حادت عن طريقها الدعوي والوسطية.
وبأسلوب أدبي، يقدم الخرباوي في كتابه (سر المعبد: الاسرار الخفية لجماعة الاخوان المسلمين)، الذي تصدر، العام الماضي، قوائم الكتب الاكثر مبيعا في معارض الكتب في الدول العربية، تجربته الشخصية وتجارب آخرين من مفكرين وحركيين تركوا الاخوان المسلمين، بسبب سيطرة المتشددين، الذين يذكرهم بالاسم ومنهم المرشد الحالي للجماعة الدكتور محمد بديع، والرئيس المصري الدكتور محمد مرسي.
ويمثل الكتاب، مثل كتابه السابق (قلب الاخوان: محاكم تفتيش الجماعة) مراجعة فكرية وحياتية للخرباوي، مليئة بالأسانيد، ويكتب الخرباوي الذي كان ناشطا في نقابة المحامين المصرية ضمن تنظيم الاخوان المسلمين: «كان في ظني ان التنظيم ما هو الا وسيلة لتوجيه طاقات الفرد الابداعية وتنميتها، فاذا به وسيلة لتكبيل الفرد في سلسلة بشرية طويلة أشبه ما تكون بسلسلة العبيد التي كانت تحمل إلى اميركا في القرن السادس عشر».
ويصف جماعة الاخوان المسلمين، بالتنظيم الحديدي، الذي يزدري العمل المدني، ويطلب من اعضائه ان يكونوا عبيدا، ضمن العبودية الحديدية التي يصفها: «هي عبودية الأجساد والارواح والانفس، هي اشبه ما تكون بقصة فاوست الذي كان يبحث عن حجر الفلاسفة فباع برغبته روحه للشيطان، ما أقسى ان ترهن روحك لآخرين حتى لو كانوا ملائكة».
ويتطرق إلى النظام الخاص للجماعة الذي شكله المؤسس حسن البنا، وما ارتكبه من أعمال ارهابية، وينقل عن أحمد عادل كمال، الذي يصفه بأنه احد الكبار في النظام الخاص زمن حسن البنا: «كنا صغارا لا نعرف شيئا وتحركنا عاطفتنا الدينية فقمنا بما قمنا به ونوازع الخير تدفعنا، فقتلنا باسم الاسلام، واغتلنا الآمنين لنصرة الاسلام، فيا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا».
وينقل ايضا عن كمال طقوس البيعة في النظام الخاص: «كنا نؤديها في غرفة مظلمة وعلى مصحف ومسدس، ولم يكن يباح لمن بايع ان يعرف من بايع لأنه كان يؤديها في غرفة مظلمة».
ويقارن بين هذه البيعة، وبيعة الماسونيين، وهاله ما وجد من تشابه، ولا يقتصر، حسب رأيه هذا التشابه عند البيعة، ولكن ايضا عند الدرجات، والألقاب، وحتى الشعار.
ويتوقف الخرباوي في اكثر من موقع في كتابه عن العلاقة المفترضة بين الجماعة والماسونية: «عند بحثي في الماسونية استلفت نظري ان التنظيم الماسوني يشبه من حيث البناء التنظيمي جماعة الاخوان، حتى درجات الانتماء للجماعة وجدتها واحدة في التنظيمين».
وينقل عن الشيخ محمد الغزالي، ان المرشد مأمون الهضيبي كان ماسونيا، ويقول الخرباوي، بان سيد قطب ارتبط بصلات مع الماسونية وكتب في صحفهم، ويذهب أبعد من ذلك، مشيرا الى ان مصطفى السباعي مراقب الاخوان في سوريا كان ماسونيا.
ويتهم الخرباوي، الجماعة بأنها اصيبت بمرض الذئبة الحمراء، ويكتب: «الباحث في علم نفس الجماعات يعرف ان الجماعة –أي جماعة- عندما تشعر بالخطر فانها تدافع عن نفسها عبر عدة وسائل، اذ تسعى أولا إلى وأد أي حركات تجديدية داخلية ومحاربتها بشتى الطرق، فيما يعرف في العلوم الطبية بمرض الذئبة الحمراء وهو مرض يصيب الجسم ينتج عن خلل في الجهاز المناعي للجسم، بدلا من ان يحمي الجسم من البكتيريا والفيروسات يهاجم الجسم الذي يحميه، كما انها تسعى في ذات الوقت إلى الانكماش والتقوقع على ذاتها كوسيلة من وسائل الدفاع عن النفس بحيث تبقى بمعزل عن البناء الحضاري للمجتمع، الا ان ابرز ما تقع فيه الجماعة التي تشعر بالاضطهاد هو مسارعتها للاحتماء بقوى خارجية –خارج الجماعة او خارج الدولة- بغض النظر عن أي اعتبارات وطنية، وقد يتداخل مع الرغبة في الاحتماء بالقوى الخارجية شعور الجماعة بالاستعلاء والتفرد واحساسها بانها حامل مفاتيح الحقيقة، وان ما لديها من صواب يجب ان ينتصر على (أصحاب الضلالة) وانه في سبيل الانتصار للحقيقة يحق للجماعة ان تسلك الوسائل التي ترى انها قد تحقق لها هذا النصر المنشود حتى ولو كان هذا الطريق هو بتر ابنائها وتشويه رجالها الذين يختلفون معها في الرأي..فلا رأي الا ما يراه القادة..وهذا هو منطق الطغاة في كل العصور».
وقد ينطبق هذا الوصف أيضا على معظم الاحزاب والتنظيمات والجماعات العربية من اليمين واليسار وما بينهما، فمرض الذئبة الحمراء، يبدو انه ينتقل بالعدوى في ظل المناخات والثقافات العربية.
وبأسلوب أدبي، يقدم الخرباوي في كتابه (سر المعبد: الاسرار الخفية لجماعة الاخوان المسلمين)، الذي تصدر، العام الماضي، قوائم الكتب الاكثر مبيعا في معارض الكتب في الدول العربية، تجربته الشخصية وتجارب آخرين من مفكرين وحركيين تركوا الاخوان المسلمين، بسبب سيطرة المتشددين، الذين يذكرهم بالاسم ومنهم المرشد الحالي للجماعة الدكتور محمد بديع، والرئيس المصري الدكتور محمد مرسي.
ويمثل الكتاب، مثل كتابه السابق (قلب الاخوان: محاكم تفتيش الجماعة) مراجعة فكرية وحياتية للخرباوي، مليئة بالأسانيد، ويكتب الخرباوي الذي كان ناشطا في نقابة المحامين المصرية ضمن تنظيم الاخوان المسلمين: «كان في ظني ان التنظيم ما هو الا وسيلة لتوجيه طاقات الفرد الابداعية وتنميتها، فاذا به وسيلة لتكبيل الفرد في سلسلة بشرية طويلة أشبه ما تكون بسلسلة العبيد التي كانت تحمل إلى اميركا في القرن السادس عشر».
ويصف جماعة الاخوان المسلمين، بالتنظيم الحديدي، الذي يزدري العمل المدني، ويطلب من اعضائه ان يكونوا عبيدا، ضمن العبودية الحديدية التي يصفها: «هي عبودية الأجساد والارواح والانفس، هي اشبه ما تكون بقصة فاوست الذي كان يبحث عن حجر الفلاسفة فباع برغبته روحه للشيطان، ما أقسى ان ترهن روحك لآخرين حتى لو كانوا ملائكة».
ويتطرق إلى النظام الخاص للجماعة الذي شكله المؤسس حسن البنا، وما ارتكبه من أعمال ارهابية، وينقل عن أحمد عادل كمال، الذي يصفه بأنه احد الكبار في النظام الخاص زمن حسن البنا: «كنا صغارا لا نعرف شيئا وتحركنا عاطفتنا الدينية فقمنا بما قمنا به ونوازع الخير تدفعنا، فقتلنا باسم الاسلام، واغتلنا الآمنين لنصرة الاسلام، فيا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا».
وينقل ايضا عن كمال طقوس البيعة في النظام الخاص: «كنا نؤديها في غرفة مظلمة وعلى مصحف ومسدس، ولم يكن يباح لمن بايع ان يعرف من بايع لأنه كان يؤديها في غرفة مظلمة».
ويقارن بين هذه البيعة، وبيعة الماسونيين، وهاله ما وجد من تشابه، ولا يقتصر، حسب رأيه هذا التشابه عند البيعة، ولكن ايضا عند الدرجات، والألقاب، وحتى الشعار.
ويتوقف الخرباوي في اكثر من موقع في كتابه عن العلاقة المفترضة بين الجماعة والماسونية: «عند بحثي في الماسونية استلفت نظري ان التنظيم الماسوني يشبه من حيث البناء التنظيمي جماعة الاخوان، حتى درجات الانتماء للجماعة وجدتها واحدة في التنظيمين».
وينقل عن الشيخ محمد الغزالي، ان المرشد مأمون الهضيبي كان ماسونيا، ويقول الخرباوي، بان سيد قطب ارتبط بصلات مع الماسونية وكتب في صحفهم، ويذهب أبعد من ذلك، مشيرا الى ان مصطفى السباعي مراقب الاخوان في سوريا كان ماسونيا.
ويتهم الخرباوي، الجماعة بأنها اصيبت بمرض الذئبة الحمراء، ويكتب: «الباحث في علم نفس الجماعات يعرف ان الجماعة –أي جماعة- عندما تشعر بالخطر فانها تدافع عن نفسها عبر عدة وسائل، اذ تسعى أولا إلى وأد أي حركات تجديدية داخلية ومحاربتها بشتى الطرق، فيما يعرف في العلوم الطبية بمرض الذئبة الحمراء وهو مرض يصيب الجسم ينتج عن خلل في الجهاز المناعي للجسم، بدلا من ان يحمي الجسم من البكتيريا والفيروسات يهاجم الجسم الذي يحميه، كما انها تسعى في ذات الوقت إلى الانكماش والتقوقع على ذاتها كوسيلة من وسائل الدفاع عن النفس بحيث تبقى بمعزل عن البناء الحضاري للمجتمع، الا ان ابرز ما تقع فيه الجماعة التي تشعر بالاضطهاد هو مسارعتها للاحتماء بقوى خارجية –خارج الجماعة او خارج الدولة- بغض النظر عن أي اعتبارات وطنية، وقد يتداخل مع الرغبة في الاحتماء بالقوى الخارجية شعور الجماعة بالاستعلاء والتفرد واحساسها بانها حامل مفاتيح الحقيقة، وان ما لديها من صواب يجب ان ينتصر على (أصحاب الضلالة) وانه في سبيل الانتصار للحقيقة يحق للجماعة ان تسلك الوسائل التي ترى انها قد تحقق لها هذا النصر المنشود حتى ولو كان هذا الطريق هو بتر ابنائها وتشويه رجالها الذين يختلفون معها في الرأي..فلا رأي الا ما يراه القادة..وهذا هو منطق الطغاة في كل العصور».
وقد ينطبق هذا الوصف أيضا على معظم الاحزاب والتنظيمات والجماعات العربية من اليمين واليسار وما بينهما، فمرض الذئبة الحمراء، يبدو انه ينتقل بالعدوى في ظل المناخات والثقافات العربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق