أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 11 يناير 2013

البحث عن علي بن أبي طالب في أريحا


في قرية النويعمة (5 كلم شمال أريحا)، ثمة اهتمام خاص برابع الخلفاء الراشدين،  الامام علي بن أبي طالب. قد لا يكون الاهتمام عامًا، لكنه موجود. صاحبة بقالة بالقرب من آرمة تشير الى مقام علي بن أبي طالب، لم تعرف أي شيء عن الامر، ودليل سياحي يقطن بالقرب من المقام، هو ايضا لا يعرف اين يقع.

نادرة هي المراجع التي تتحدث عن وجود مقام لعلي بن أبي طالب في أريحا، وقد لا يعرف سبب ذلك، إلاَّ ان ما يُسمى مقام علي بن أبي طالب، يبدو انه يعود لفترة أقدم بكثير من الحكم الاسلامي لفلسطين، فهو عبارة عن أعمدة مرمية على الأرض، وقواعد، تكاد تختفي تحت الأرض تحمل الطابع الروماني، ولا وجود لبناء للمقام، الذي يتوسط مقبرة، وإلى الشمال منها، تظهر التغيرات التي عصفت بالمكان، المتمثلة بمستوطنة يهودية تحمل اسم (نعامي) أُقيمت عام 1979م، على أرض النويعمة، ويلاحظ ان اسم المستوطنة اليهودية مشتق من الاسم العربي للقرية.

ويبدو ان وضع المقام المتهدم، ليس وليد عوامل حديثة، وانما قديمة، كما يتضح مثلا من وصفه من قبل دائرة الاثار الانتدابية، التي تشير الى وجود ثلاثة اعمدة في المكان، واساسات، وشقف فخار، وهو الوصف الذي ينطبق على المقام حاليا.

محمود سليمان عواطلة (44) عاما، من سكان النويعمة، تحدث لمراسلنا، عن المقام في ذاكرة الأهالي: "هناك اعتقاد بان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، اتخذ من هذا الموقع، مكانا ليرتاح فيه، خلال رحلاته، أو حروبه، وكان يربط فرسه، ويمضي وقتا، قبل ان يتابع طريقه".

وسمى الأهالي، مسجد النويعمة، باسم علي بن أبي طالب، تيمنا بالمقام، وذكرى الخليفة الرابع، وقصصه المرتبطة بهذا المكان في غور الأردن.

ولا يذكر باحث مدقق ورائد مثل عبد الله مخلص، مقام علي بن أبي طالب في النويعمة، ضمن اسماء: "مشاهد آل البيت الاطايب في فلسطين" وهو عنوان دراسته التي نشرها عام 1946.

ويذكر مخلص عدة أماكن ارتبطت بالخليفة علي، وهي: مشهد علي بن أبي طالب في الرملة، ومقام آخر في باب الواد، عند منتصف الطريق السلطاني بين القدس ويافا، ويؤكد مخلص بان المشهد والمقام: "لم يذكرهما أحد من الرجال المسلمين أو غيرهم، الا ان لهما اعيانا موقوفة في اراضي مدينة الرملة تستثمرها ادارة الاوقاف في مدينة يافا"-طبعا كان ذلك قبل النكبة.

ويشير مخلص، إلى مشهد علي بن أبي طالب في عكا، الذي ذكره رحالة بانه أُقيم على عين البقرة، وحاول الصليبيون، دون نجاح في تحويله الى كنيسة، ولكن هذا المقام لا وجود له الان.

من المقامات التي تحمل اسم علي، مقام في نابلس، ملحق بمقام رجال العمود، وهو مقام مهمل، وفي حالة مزرية جدا، حاله كحال مقام ومسجد رجال العمود القديم.

الرحالة والصوفي عبد الغني النابلسي (1641-1730م)، ترك لنا وصفا للمقام: "دخلنا إلى مكان في داخل ذلك المدفن ينزل اليه بدرج يقال له مقام الامام علي رضي الله عنه فيه محراب وعليه جلالة ومهابة، فلعله رؤى هناك إما في المنام وإما في اليقظة باعتبار التجلي في عالم الاوهام فوقفنا ودعونا الله تعالى".

من المؤسف انه لم اية معلومات عن مقام الامام علي في النويعمة، ولم يكتب عنه الاخباريون العرب، وإلا لكان ساعد ذلك في الكشف عن شكل من أشكال التدين الشعبي الذي تكون في تلك المنطقة، الموغلة في التاريخ، عبر أجيال.

وربما يحتاج مقام علي بن أبي طالب في النويعمة، اكثر من الدعوات، مثل دعوات النابلسي في نابلس، كي لا يقع المقام والمنطقة حوله في دائرة الاطماع الاستيطانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق