خاطب سعيد
توفيق خوري، رئيس مجلس ادارة شركة اتحاد المقاولين (c.c.c)،
جمهورا من المحتفلين بالميلاد، مؤكدا بان لديه خططا لجعل بيت لحم: "جوهرة
الشرق الأوسط".
هذه المرة الثانية خلال أقل من شهر التي يقول فيها خوري شيئا مشابها، المرة الأولى كانت خلال إضاءة شجرة الميلاد في ساحة المهد، بحضور رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، الذي حيا "ابو توفيق" واشاد بجهوده ودعمه.
هذه المرة الثانية خلال أقل من شهر التي يقول فيها خوري شيئا مشابها، المرة الأولى كانت خلال إضاءة شجرة الميلاد في ساحة المهد، بحضور رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، الذي حيا "ابو توفيق" واشاد بجهوده ودعمه.
خوري قال بانه
تلقى دعما ومباركة من الرئيس مجمود عباس: "قلت لأبي مازن بيت لحم مدينة يسوع،
فقال مؤكدا على اهميتها: بيت لحم مدينة عيسى بن مريم، ولن ننساها".
العلاقة بين النيوليبرالية، وقيادة السلطة،
شابها الكثير من عدم الثقة. في عام 1988م، نقلت مجلة النيوزويك الأميركية عن
الراحل حسيب صباغ، شريك ونسيب وصديق خوري، قوله عن رجال السلطة بأنهم
"كالذباب التي تتجمع على طبق حلوى"، وذلك ضمن تحقيق لها عن فساد السلطة.
وحاول صباغ،
تقديم نموذجا مختلفا، للبيروقراطية الجديدة الفاسدة، والكومبرادور الشائه، وما
حولهما، ممن قادوا السلطة في سنواتها الاولى بدون محاسبة، فبنى قصر المؤتمرات،
كجزء من مشروع ضخم في برك سليمان التاريخية، وكان من الواضح ان الجدوى الاقتصادية
للمشروع مشكوك فيها، ولكنه لم يريد الريح، اراد توجيه رسالة، ولكن هذا لم يمنع
الانتقادات التي وجهت من المجتمع المحلي، لوضع مقدرات يفترض انها عامة في يد شركة
خاصة.
لم تنقطع
العلاقة بين النيوليبرالية، وقيادة السلطة، وذكرت مثلا السيدة ريموندا الطويل،
حماة الرئيس عرفات، التي قطع عنها في فترة المخصصات الخاصة بمجلة العودة التي كانت
شريكة بإصدارها في القدس، كيف توسط صباغ لحل الإشكال، وهو ما مكنها من الحصول على
مخصصات لإصدار صحيفة باسم (فلسطين) في رام الله.
بذلت قيادة
السلطة التي تبدلت وغيرت وجوها وسياسات، تحت ضغط سياسي واقتصادي دولي، جهودا لنيل
ثقة رجال الأعمال الفلسطينيين في الشتات، ونظمت ثلاثة مؤتمرات اقتصادية في بيت لحم
ونابلس، بدعم سخي من الدول المانحة، لم ينتج عنها الا صدى إعلاميا.
بدا ان الجسور
التي حُطمت في سنوات السلطة الاولى، كان من الصعب إعادة ترميمها، رغم تقديم السلطة
الكثير من الرسائل، كتشكيل محكمة لملاحقة الفاسدين.
في ظروف
مثل هذه تأتي، مبادرة خوري، الذي يبدو انه
تلقى ضوءا أخضر، بانه يستطيع ان "يلعب" لوحده في الملعب بدون مضايقات،
وقبل خطابه الثاني، كان قد بدأ بالفعل، في وضع بصماته في بيت لحم، وتمثل ذلك، في
مشاركته في تمويل شجرة الميلاد، التي استوردها رجل اعمال محلي من الصين العام
الماضي (تم التخلي عن الشجرة الطبيعية التقليدية)، وقال احدهم بفخر: الناس يهتمون
بها اكثر من اهتماهم بكنيسة المهد، ودعمه لمسيرة للتعريف بالممارسات الاحتلالية ضد
بيت لحم، ولكنها تعرضت لانتقادات لشبهات تتعلق بالتطبيع لمشاركة اسرائيليين فيها،
فتم اختصارها، وايضا في خرق الاستاتكو، بوضع منصة تفصل البطريرك ومستقبليه عن
الجمهور العادي. وهو ما أثار سخطا لدى المؤمنين بالمسيح حامل رسالة السلام
والتواضع.
بصمات خوري في
بيت لحم، حتى الان، شكلية وغير مشجعة، ولا تدل على اية جدية في حديثه عن جعل بيت
لحم "جوهرة الشرق الاوسط". هل يتحسس خوري موقع قدميه، قبل ان
"يغيص" وفقا للمثل الشعبي؟ ام انه ليس لدى النيوليبرالية، ما تقدمه لشعب
يثقله الاحتلال، سوى مشاريع شكلية، تُحسن من صورنها، بعد ان فقد الكومبرادور
الشائه أخر أوراق التوت. وتكشف الوثائق التي ظهرت نتيجة خلافات بين رموزه (نشرها
محمد رشيد)، عن فداحة ما يمكن ان يذهب اليه ناهبو شعب ما زال تحت الاحتلال، أمنيا
واقتصاديا..
لا تختلف
النيوليبرالية الفلسطينية، التي نمت خارج أرضها، سياسيا، عن الكومبرادور الشائه،
فحسيب صباغ مثلا، لعب دورا في التقارب بين عرفات وأميركا، ودفع قيادة منظمة
التحرير (التي لم تكن في الواقع تمانع) في طريق تسوية غير آمن (في الواقع تفريطي)،
وسعيد خوري، وصف في خطابه الاخير لجمهور تجمع في بيت لحم، الإسرائيليين بالجيران.
هل تحاول
النيوليبرالية تسويق نفسها سياسيا، عن طريق الاقتصاد؟ ربما الشهور أو السنوات
المقبلة تجيب عن ذلك، اما بيت لحم، المحاصرة، والتي نهب الاحتلال أكثر من نصف
اراضيها، وفيها أعلى نسبة بطالة في الضفة الغربية، فمن المشكوك فيه ان تتحول إلى
"جوهرة" تنافس اسطنبول، أو تل أبيب مثلا.
هناك ثمة من
يتذكر وعود عرفات بتحويل غزة إلى سنغافورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق