جلس ثلاثة من
رجال الدين متقاربين، على بعد امتار محدودة من نهر الاردن، واصطف مؤمنون ومؤمنات،
للحصول على فرصة لتقديم اعترافات امام أي من رجال الدين، في هذا المكان المقدس،
ومناسبة احتفال اللاتين بعيد الغطاس.
عيد الغطاس
لهذا العام، كان مختلفا، فمياه حقيقية كثيرة جرت في نهر الأردن، بعد المنخفض الجوي
الاخير، فرقع منسوب المياه، وفقا لتقديرات عيانية، إلى اكثر من مترين، وغطت المياه
المكان التقليدي الذي يقام فيه القداس بهذه المناسبة، وحالت دون نزول من يرغب إلى
المياه ليمارس طقس التعميد، في المكان الذي يُعتقد انه شهد تعميد السيد المسيح على
يد يوحنا المعمدان.
مَن يجلس على
مقعد الاعتراف في ظل الاجواء الروحانية التي تخيم على المكان، يُلاحظ انه يحرك
يديه بحماسة، وهو يبث ما يقلقه من أمور دنيوية إلى رجل دين، تضفي عليه لحيته
وهيئته، وقارا.
تامر شاب من
القدس، أحد الذين جلسوا وادلوا باعترافاتهم قال: "هذه مناسبة تشكل فرصة
للإنسان كي يجدد ايمانه، في هذا المكان الذي شهد تعميد المسيح عليه السلام".
وقال، ردا على
سؤال لمراسلنا: "عندما أجلس على كرسي الاعتراف، أتحدث بصراحة وبدون خوف عما
يقلقني، ولا اشعر باي احراج بانني ادلي باعتراف امام رجل دين، فعندما يجلس الانسان
ويعترف بانه كذب او سرق مثلا، فان رجل الدين يقدم الحل المستنبط من الدين".
ولا يربط تامر
جلوسه على كرسي الاعتراف، بمناسبة دينية مثل عيد الغطاس، ولكنه كما يقول يعترف كل
فترة واخرى، وعندما يكون هناك سببا ملحا ليتخلص مما يعتقد انه يثقل عليه.
وقال وهو ينظر
إلى مياه النهر التي تسير بسرعة: "لا احد يأتي إلى هنا فقط ليعترف، هناك
أسباب كثيرة تجعل الانسان يحضر إلى هذا المكان الروحاني".
وعمد كثير من
الحضور، إلى الوصول إلى أخر نقطة مسموح الوصول اليها، على النهر، بعد ان اغلقت
سلطات الاحتلال الممر المؤدي اليه، بسبب فيضان المياه، وعبأ زجاجته بالمياه، وتسوق
السلطات الاسرائيلية، التي تدير الموقع، زجاجة صغيرة فارغة، بستة شواقل، كي يملأها
من يرغب بمياه النهر.
ويؤمن
الكثيرون بقدرة مياه الأردن العلاجية، رغم انها غير نقية بسبب الأتربة الممزوجة مع
المياه، ويقول مواطن من قرية الطيبة/رام الله: "هذه مياه مقدسة، نستخدمها
للعلاج، كأوجاع الظهر والمفاصل والمعدة، وغير ذلك، فقط نمسح المكان المؤلم بهذه
المياه، وننتظر الشفاء، بقدرة سيدنا المسيح".
وتؤمن نجوى
جميل، من بلدة الزبابدة، قرب جنين، كثيرا بالمعجزات التي تؤدي إلى الشفاء، وتقول
بانه حدث معها شخصيا معجزة، عندما أُصيبت وهي طفلة بإحدى عينيها، إصابة بالغة،
كادت تؤدي لفقدانها النظر فيها، وحسب تشخيص الطبيب، فان النور كان سينطفيء حتما في
العين المصابة، وروت وهي في قمة التأثر: "إصابتي كانت بسبب ضربي بالعصا من
قبل صديقة لي، ولكي تخفف والدة صديقتي الامر، قالت لأمي: اذا انقلعت العين،
فسنزوجها لابني"، ولكن المسيح زارها في الليل، ومسد بيده على العين، فشفيت
وسط ذهول الاهل. وبذلك أُحبطت مخططات الزواج المقبلة من شقيق الصديقة.
وما زالت حتى
الان، تذكر هيئة المسيح بثوبه الارجواني: "لدي ايمان عميق، لقد رأيت المسيح
وعمري خمس سنوات، بسببه شُفيت عيني".
وقالت وهي
تحمل زجاجة كبيرة من مياه نهر الأردن الموحلة: "أضع الزجاجة في ركن في المنزل
لعدة أيام، حتى تصفى، وبعدها تكون جاهزة للاستعمال بوضعها على بواطن الالم".
وحضر سامي
سوداح (67) عاما وهو من رفيديا/ نابلس، ومغترب في كندا، لأول مرة إلى موقع المغطس:
"لحظات لا توصف بان اعود لأرى بلادي وجزء من تاريخها، هذا التجمع في مثل هذا
المكان مثير للاهتمام".
وحال فيضان
النهر، دون نزوله للتعمد والسباحة، كما يقول، بالإضافة إلى برودة الجو، ولكن هذا،
بالنسبة للحضور لم يؤثر على فرحهم بالعيد.
نجوى جميل
قالت بتأثر وهي تنظر لصف المعترفين والمعترفات: "انه مكان مقدس، من أنسب
الأمكنة، لإراحة الضمير، وتطهير النفس".
وتسيطر سلطات
الاحتلال على موقع المغطس منذ الاحتلال في حزيران 1967، وعمدت على اغلاقه، وتحويل
مساحة شاسعة من الاراضي إلى مناطق عسكرية، وقبل ثلاثة اعوام، عمدت على تأهيل
الموقع، وفتحه على مدار العام، بعد ان استقطبت جهود الاردن، في تحويل الشاطيء
الشرقي للنهر، إلى موقع معتمد للغطاس، اهتماما دوليا، وهي تسعى الان إلى وضعه على
قائمة لليونسكو للتراث العالمي.
ووسط هذا التنافس الاسرائيلي-الاردني، يغيب الموقف
الفلسطيني، في الدفاع عن الموقع التقليدي للتعميد على ضفة نهر الأردن الغربية،
تجنبا لشبهات الوقوف في صف الاحتلال، واغضاب الشقيق الاردني.
Hi there, this weekend is fastidious in favor of me, for the reason that this occasion i am reading this fantastic informative post here at my home.
ردحذفMy web-site ; transfer news arsenal 2013
Pretty component to content. I simply stumbled upon your
ردحذفweblog and in accession capital to say that I get in fact enjoyed
account your weblog posts. Anyway I will be subscribing
for your augment or even I achievement you get right of entry
to persistently fast.
My webpage: football news for today
Hey I know this is off topic but I was wondering if you knew of any widgets I could add to my blog that automatically tweet my newest twitter updates.
ردحذفI've been looking for a plug-in like this for quite some time and was hoping maybe you would have some experience with something like this. Please let me know if you run into anything. I truly enjoy reading your blog and I look forward to your new updates.
Also visit my website :: pizza games girls only
This info is invaluable. How can I find out more?
ردحذفAlso visit my blog post :: Online Games
Hi I am so glad I found your site, I really found you by error, while I was browsing on Aol for something else, Regardless I am here now and would just like to
ردحذفsay cheers for a remarkable post and a all round
entertaining blog (I also love the theme/design), I don't have time to read through it all at the moment but I have bookmarked it and also added in your RSS feeds, so when I have time I will be back to read a great deal more, Please do keep up the awesome job.
Check out my web page; Free Games