من مفاتيح، فك سردية
إبراهيم الخطيب (أبو وسيم)، والولوج إليها، في منجزه (من على شرفة العمر-عمَّان-2023)،
ثنائية السلطة والهزيمة.
يخيِّم شبح السلطات
وواقعيتها وسطوتها، على سيرته المبتسرة (الجزئية)؛ الاحتلال، المخابرات والأمن،
المختار، المجتمع، الثأر الذي لم ينته منذ ثلاثة قرون، مدير المدرسة، الطائفة، نُخب
كل الاحتلالات، بقايا الإقطاع، الجمال الأنثوي، وغيرها.
لا يؤدي ذلك إلَّا إلى
مزيدٍ من الهزائم، في الوطن، والحب، والأفكار، والتعليم، وغيرها.
بعض الهزائم-المآسي،
دراما كعلاقة الحب بين معلم، مع معلمة من غير طائفته، خطَّها أبو وسيم، بحروف كاتب
متمرس، تنتهي بهزيمة المعلمة التي تختار الدير، والمعلم، الذي يرتقي أكاديميًا،
ولكنًه يبقى وفيًا لحب مهزوم.
ليس في سيرة أبو وسيم
المنتخبة، فالكتابة، هي في النهاية، فعل انتخاب، مزاعم متطاولة، أو بطولات عنترية،
فأخفى، ما يحول دون إظهار السارد، بطلًا بدون بطولة، ولكنَّه قد لا يكون حالفه
الحظّ كثيرًا، فخسر القراء، ما كان يمكن أن يفصح عنه أبو وسيم، من يوميَّات الحياة
السياسيّة والحزبيَّة، في مخيم الدهيشة، وفي عمَّان لاحقًا، حيث يكشف عن دور
قيادي-سياسي له في تنظيم فلسطيني، على الأغلب ينتهي، هذا الدور في عام 1969م.
قد لا يفهم القارئ،
سبب إحجام أبو وسيم، عن خوض، ما وجب خوضه (كما يأمل القاريء الشغوف)، ما دام قرَّر،
كما يمكن أن نستنتج إزاحة الستائر الثقيلة عن شرفات العمر المديد والمتجدد، بفعل
الكتابة.
نحن إزاء كتاب ذكي،
وهو نوع محفِّز، ولكنَّه يتواضع، بشكلٍ غير نادر، ليدغدغ مشاعر شعبوية، ما يفسح لتعدّد
الخطابات، وفي ذهن الكاتب، كما يبدو، شرائح متلقية متعددة، وقد يكون هذا خدش،
السبيكة الأدبيَّة، التي صنعتها يد جوهرجي كلمات.
تتوارى مسقط الرأس
والروح كريا، في مذكرات أبو وسيم، إلَّا نتفا، مما يؤمل بعمل آخر، مؤجَّل، آمل أن
يكون قريبًا.
#من_على_شرفات_العمر
#إبراهيم_الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق