بنى قسطنطين زعرور
بيته في مدينة الرملة عام 1930م، من حجر أبيض طبزة، علَّه جلبه من محاجر القدس أو
بيت لحم.
بعد 18 عاما نكبت
الرملة، عاصمة فلسطين لعدة قرون، وتعرض المنزل لعواصف، يمكن لأحفاد زعرور (أبو
العبد) سردها إذا أحبوا.
ما لفتني إحدى
العواصف التي تعرض لها المنزل الواقع على الشارع الرئيس في الرملة، ما روته حفيدة
أبو العبد، خلال لقاء سريع، غير مخطط له، أمام المنزل، أن جماعات يهودية، برئاسة
كهانا، افتعلت مشاكل مع أصحاب المنزل لإزالة الصليب الذي يبدو جزءًا من البناء.
ما هي مشكلة جماعات يهودية
مع الصليب؟ من الواضح أنهم نظروا إليه كرمز يخص ديانة أخرى (المسيحية) وأيضا، وقد
يكون هذا الأهم أنه يشكل رمزًا قوميًا (عربي).
كثير من الصلبان على
المنازل القديمة في بيت لحم ورام الله مثلًا، وهي جزء من النقوش التعريفية، أزيلت بعد تغير أصحاب الملكية، لأسبابٍ دينيَّة.
الذين يزيلون الصلبان
عن منازل عربية مسيحية، يتمتعون بعواطف وطنية، ومنهم من أمضى سنوات في سجون
الاحتلال، ولكن ذلك غير كاف، للتمتع بوعي وطني، وأثري، وتاريخي.
لفتني ما ذكره
المرحوم ليث شبيلات، في تسجيل أخير له، قبل رحيله، ملاحظته أن الأخلاق المجتمعية
تدنت، بعد الصحوة الإسلاميَّة، متحسرًا على الأخلاق المفقودة.
قد يكون ذلك نوعًا من
النوستالجيا، لكن لا شك أنَّ أجواء الصحوة، ألقت بظلها، في حالتنا، على أثارنا
وتاريخا وهويتنا.
بيت قسطنطين زعرور في الرملة/ فيديو:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق