وصل يوسف سند (أبو
خالد) الى ضفة الأردن الشرقية، جنديًا، مهزومًا لم يحارب، في حرب الأيام الستة، أو
الساعات الست. بحث عن حرب لكنَّه لم يجدها، تعثَّر في حروب تباع مسبقًا.
تسلل إلى ضفة الأردن
الغربية، فدائيًا، ردًا على هزيمة الأنظمة العربية وخيانتها. نفذ أعمالًا لوجستية
خدمة للعمل الفدائي، حتى شارك في تنفيذ عملية (البيجو) بعد حرب أكتوبر التحريكية، ليقول
إن المقاومة مستمرة.
ونحن نمشوِّر في ساحة
المهد، روى لي حكاية البيجو، التي هُرِّبت من لبنان، بحبكة روائية بوليسة،
وتفخيخها في أحد شوارع القدس الغربية. آمل أن أتمكن من كتابتها لاحقًا.
طالما قال لي:
"جميع رفاقي في العملية رحلوا، بقيت وحدي".
خرج أبو خالد من
السجن، ليشارك في الانتفاضة الأولى، والانتفاضات اللاحقة، ثم أصبح جزءًا من مشروع
طالما، حارب الأنظمة، السباقة للمشاريع. لكن قلبه وروحه استقرتا في العمل الفدائيَّ
الأوَّل. قال لي أكثر من مرَّة، ردًا على سؤالي، إنَّه لا يندم على سنوات السجن،
رغم الثمار المرَّة.
في هذا المساء، رفقة
الصديقين حسام أبو النصر، ومجدي الشوملي، ونحن نتحدَّث عن الشهيد محمد أبو النصر،
ذكرنا رفيقه أبا خالد. قلت أخشى أن أتصل معه، لا أريد سماع خبرًا قد يكون مقلقًا
عن صحته. في الوقت ذاته ودَّع يوسف، الذي استلهمت تجربته في جرب حزيران في رواية
(جسر على نهر الأردن: تباريح جندي لم يحارب)، دنيا، مرتاحا من أحاديث الأنظمة،
ومؤامراتها.
#يوسف_سند
#محمد_أبو_النصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق