أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 6 أبريل 2018

عودة ابني الحارة بعد غياب 14 عامًا





خلا الشارع الذي يقع عليه منزل الأسير المحرر محمود موسى همّاش في مخيم الدهيشة، صباح اليوم، من المارة، بشكل بدا غريبا، ولكن صور همّاش المعلقة على الجدران، واللافتات التي ترحب به بعد اعتقال دام 14 عاما في سجون الاحتلال، وصور قادة حركة فتح التاريخيين بإحجام كبيرة، أنبأت بأن الهدوء في الشارع، من النوع الذي يسبق حدثا كبيرا.
ذهب أهل همّاش، وأصدقاؤه، لانتظار خروجه من السجن، أمام معتقل عوفر، حيث نُقل تمهيدًا للإفراج عنه في ختام 14 عامًا أمضاها في سجون الاحتلال، حيث كان ناشطا في الانتفاضة الثانية.

بعد الظهر تبدد الهدوء في الشارع الذي غص بمستقبلي ابن الحارة، الذي غادرها كل هذه السنوات، بشكل قسري، ورغم ان جيلا ولد في الحارة في غيابه، إلا أن كثيرين من الحضور يذكرون ذلك اليوم الذي اعتقل فيه، خلال حملة دهم احتلالية للمخيم، تخللها الاعتداء على النّاس الذي عانوا من اقتحامات متتالية، وارقتاء شهداء كثر، وحظر تجوال طويل.
أمام معتقل عوفر، انتظر الأهل والأصدقاء ظهور محمود، وعندما تقدم إلى بوابة السجن، حدث ما يشبه الهجوم على الأسير المحرر، في مشهد مؤثر جدا، وحاول محمود بعد أن وصل إلى والده تقبيل قدميه.
وجد محمود السؤال عن شعوره لا معنى له، مؤكدا: "طوال 14 عاما تجرعت مع اخواني الأسرى، كل الظلم والمرار والعذاب، ولكننا بقينا أوفياء لدماء الشهداء، وثابتين على دربهم، وأقول بان السجن لا يغلق على أحد، وسيفرج عن أسرانا وأسيراتنا، والاحتلال إلى زوال بالتأكيد".
وعندما وصل أخيرًا إلى المخيم، كان في استقباله حشد من المعارف ومنن الذين دبوا على شوارع المخيم بعد اختفائه القسري عنها، وأصبحوا فتية، وسمعوا خلال السنوات الماضية، الكثير عنه.
مظاهر الفرح بعودة الابن إلى حارته عديدة، والبهجة غالبة، والكلمات الخطابية حماسية، وسط الأغاني الثورية التي تنطلق من مكبرات الصوت.
في هذه الحارة التي عاد إليها محمود، حدث استقبال مشابه قبل اقل من أسبوعين، لابن آخر لها هو علاء عبد الكريم الصطافي، الذي أمضى هو الآخر 14 عاما في سجون الاحتلال.
اعتقل محمود وعلاء في سن مبكرة، وعادا إلى الحارة، وقد تجاوز الواحد منهما الثلاثين عامًا، لديهما ما يروونه عن أيام السجن الطويلة، والذكريات مع رفاق السجن، ويحتفظون بذكريات الطفولة والفتوة في الحارة.
صور محمود المعلقة على الجدران تجاور صور علاء، وكلاهما يقول بثقة: "ها نحن عدنا، والاحتلال إلى زوال".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق