أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 5 أبريل 2018

فلم فلسطيني مهدد بالرقابات العربية..!






تخشى المخرجة آن ماري جاسر، من عدم موافقة الرقابات في الدول العربية، على عرض فلمها (واجب) الذي يقدم صورة عن حياة شعبنا في الناصرة، بأسلوب من الكوميديا السوداء.
ومثّل الفلم فلسطين، في جوائز الأوسكار لعام 2018م، عن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية، ورغم إخفاقه في الوصول إلى القائمة القصيرة، إلا انه حصد 16 جائزة دولية، منذ إطلاقه العام الماضي، منها جائزة أفضل فلم في مهرجان دبي السينمائي الدولي.
وتطرق جاسر في فلمها ثيمة العلاقة بين الأب والابن، ويلعب دورهما محمد بكري وابنه صالح، العائد من الغربة للمشاركة في حفل زفاف شقيقته، وتوزيع بطاقات الدعوة لحفل الزفاف، ومن خلال ذلك تقدم جاسر، شخوص عديدة وعلاقتها بواقعها الصعب.
يالأب أبو شادي، تركته زوجته وهربت مع حبيبها إلى أميركا، والابن، شادي، يعيش في إيطاليا مع صديقته. العلاقة متوترة بين الاثنين، يتطور توترها خلال عملية التنقل من منزل لآخر لتوزيع البطاقات.
وقالت جاسر، عقب عرض فلمها في نادي سينما دار الكلمة في بيت لحم عن الكوميديا في الفلم: "الكوميديا حاضرة دائمًا في أعمالي، وفي هذا الفلم قدمت مدينة الناصرة من وجهة نظري، ففي القترة الأخيرة ذهبت كثيرًا إلى شمال فلسطين، وخصوصًا وأنني تزوجت من الناصرة، والتقيت العديد من الناس الذين لم أكن أعرف عنهم الكثير، لقد وجدت شيء خاص هناك".
وأضافت: "الناس هناك يعانون من الاحتلال بطريقة أخرى، يوجد الكثير من التوتر، ويعيشون في الناصرة في غيتو، ورغم كل شيء فان الناس في الناصرة وحيفا والشمال، يواجهون ظروفهم بحب الحياة. أحببت صنع فلم عنهم، وكان فلم واجب".
طرح بعض المهتمين أسئلة على مخرجة الفلم الذي لم يخلو من تجاوز للخطوط الحمراء مثل إيراد الشتائم، وتقديم رجل دين مسيحي متعاون مع الاحتلال في مشهد كوميدي له دلالته.
وطرح الممثل نقولا زرينة عدة أسئلة حول إصرار المخرجين الفلسطينيين على كتابة أفلامهم بأنفسهم، ولماذا قدمت المخرجة العائلة في الفلم كعائلة مسيحية؟ ولم تجعلها عائلة فلسطينية فقط بدون هوية إسلامية أو مسيحية، ولماذا الإصرار على تقديم الممثل محمد البكري وابنه الممثل صالح، وعدم إعطاء فرص للمثلين من الضفة الغربية؟
وأجابت جاسر: "أصنع دائما أفلاما أشرك فيها ممثلين فلسطينيين من مختلف المناطق، ولكنني عندما كنت أكتب سيناريو الفلم، كان في ذهني صالح بكري ليمثل دور الابن، لقد بدأت مشواري الفني مع صالح، وبيننا انسجام، وبالنسبة لمحمد بكري، فكان لدي خشية من وضع أب وابنه في الحياة على الشاشة، ولكن الأمور جاءت جيدة أكثر مما توقعت، فمحمد بكري فنان كبير".
وأضافت: "أرحب بأي سيناريو يصلني، وانا أكتب السيناريو ليس فقط لأفلامي ولكن أيضًا لآخرين، وبالنسبة لهوية العائلة، فقد عملت فيلمي الأول والثاني عن مسلمين، وهذا الفلم عن المسيحيين والمسلمين، هذا هو واقعنا، وكثير من الأجانب لا يعرفون بوجود مسيحيين في فلسطين".
وسألت الدكتورة نهى خوري إذا ما كان المشاهد العربي سيتخطى الشتائم في الفلم، وينظر لمضمونه، وكيف كان التقبل العربي للفلم؟
أجابت جاسر: "ما ظهر في الفلم هو انعكاس للواقع، فهذا ما نسمعه في الشوارع، وأتخوف من عدم عرض الفلم في الدول العربية، حتى الآن عُرض الفلم بشكل متفرق في دبي ومدن فلسطينية، ولكننا سنعلم أكثر عن الموضوع عند بدء توزيعه سينمائيا، في لبنان منع الفلم لأنه صور في الأرض المحتلة، وهذا سبب سخيف وكأنهم لا يعلمون بوجود فلسطينيين في الأرض المحتلة، ولكن تم السماح بعرضه، وقد لا تكون الشتائم عائقا أمام عرضه في بعض الدول، ولكن المشكلة التي قد تواجهننا بسبب شخصية الخوري في الفلم".
وكشفت جاسر على انها وشقيقتها تعدان لافتتاح مشروع ثقافي في منزل العائلة في بيت لحم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق