أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 19 أبريل 2018

القط الذي ناوش السماء..!




في الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني 1938م، كان قضاة الإمبراطورية البريطانية التي ستغيب عنها الشمس، غير مهتمين بالشمس التي ستغيب، ولم يقلق القضاة العسكريين انهم على وشك اتخاذ قرار بقبض روح فلسطيني جاؤوا من خلف البحار، ليفعلوا ما يفعله عزرائيل من مكانه الخفي، ودون مشقة قطع البحار أو تسلق الجبال.
قرر القضاة أن المواطن حسين أحمد القط من بلدة حلول، يستحق الموت، والسبب اتهامه بإطلاق النار على البوليس وحيازة ست رصاصات، كما ذكرت صحيفة فلسطين.
وأعلن مكتب المطبوعات، أن القائد العام صادق على حكم الإعدام ضد القط، وضد أحمد عبد القادر طه من عجّور، وجاء في البيان أن الأخير اعترف بعلاقته بمقتل مستر ستاركي الموظف الأثري الانكليزي.
ولم ينتظر قائد السجن المركزي في القدس، وقتا طويلا لينفذ الحكم، ففي اليوم التالي أعدم القط، وأعدم معه أيضا طه شنقا.
لطالما قال لنا أهلنا، في وصف فظاعة الاحتلال البريطاني، بان البريطانيين، كانوا يعدمون الفلسطيني على رصاصة يجدونها لديه.
سألت الكاتب محمد سعيد مضية ابن حلحول، عن ذلك الشهيد البعيد، الذي لا نعرف بأية قوة واجه المشنقة في سجن القدس المركزي. قال أبو فؤاد بان القط، كان فلاحًا بسيطا، يعمل في أرضه، عندما رأى طائرة تحول في الأجواء، فرفع المقص الذي يستخدمه لتقليم الأشجار مازحا ضاحكا مع الطائرة، ولكن الإمبراطوريات التي لم تغب عنها أو التي ستغيب عنها الشمس لا تحب المزاح، فاعتقلت القط الذي ناوش السماء، فرحا بصوت الطائرة، وكان عليه المرور في نفق العدالة البريطانية الضيق حتى حبل المشنقة.
ربما وجد القط، عزاءً في ليلته الأخيرة، في أن شعبه سينعم يوما بالحرية، ولكن هذا لم يحدث..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق