أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 2 أكتوبر 2011

المشاغب الجميل وداعًا..!


خلف رحيل المسرحي فرانسوا أبو سالم، حزنا عميقا لدى معارفه ومحبي "المشاغب الجميل"، الذي القى حجرا كبيرا في واقع مدينة القدس الثقافي، عندما كانت حاضرة الثقافة الفلسطينية، قبل محاصرتها، بتأسيسه مسرح الحكواتي، الذي اصبح الان (المسرح الوطني الفلسطيني).

كان تأسيس المسرح، مغامرة "مجنونة"، لم يصدقها كثيرون، عندما بادر أبو سالم، ورفاقه، بتحويل سينما مهجورة، الى مسرح، في مجتمع يفتقد الى التقاليد المسرحية.
ابو سالم الذي رحل عن ستين عاما، في رام الله، ترك خلفه، مثلما فعل، بالمسرحيات التي قدمها، تساؤلات، حول ظروف وفاته، مع ترجيح بعض المصادر بانه قضى منتحرا.
وحسب هذه المصادر، فان (أبو سالم) عانى مؤخرا من اكتئاب حاد، وتقدم رواية لا تخلو من لمسات مسرحية تراجيدية، على حادث الوفاة، حين تشير الى انه كان يدردش، عبر الانترنت مع احد الاصدقاء، واخبره فرانسوا، بانه سيقدم على الانتحار، بإلقاء نفسه من شقته الى الاسفل، وهو ما حدث على الفور.
ولكن الرواية الاقرب الى الصحة، في انتظار نتائج التحقيقات، ومهما كانت حقيقة رحيل فرانسوا ابو سالم، فان نهايته، تشبه فصلا مسرحيا، كتب بعناية، ليناسب حياة مفعمة بالإنجازات والخيبات.
اصدقاء ومعارف ومحبو (ابو سالم) سارعوا الى تعزية انفسهم، عير صفحات موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك).
كتب الفنان المسرحي والسيناريست خالد خماش من غزة: "يرحمه الله، فهو بحق خسارة للثقافة المسرحية الفلسطينية".
وبدت الفنانة ايمان عون، التي واكبت فترة فرانسوا الذهبية في القدس حزينة وهي تخط: "بكل الحزن والأسى، بدمع حارق حرقة الفراق الأخير، بأسف على حياة مفعمة بإبداع وجنون حاد؛ أحد من ألم الولادة في العدم الأخير، أودعك معلمي الأول، ستبقى في ذكرى كل مسرحي فلسطيني، ستبقى المبدع المشاغب الجميل يا أبا جميل".
ورأى الفنان نضال الخطيب بان: "فرنسوا ابو سالم قدم للمسرح الذي لا ينسى..وليس فقط الجميل ..شجاعة وغرابه وفيض من الأسئلة ..حتى في الموت...".
واعتبر يوسف الترتوري، رحيل فرانسوا: "خبر صادم لجميع احبائه، فقدنا مبدعا وصديقا وانسانا كبيرا، لك الرحمة فرانسوا ولمحبيك الصبر وحسن العزاء".
وقال الكاتب المقدسي جميل السلحوت، الذي يدير ندوة (اليوم السابع) في المسرح الذي اسسه فرانسوا: "صدمني خبر وفاته فله المجد والخلود.. المجد لفرانسوا ابو سالم أحد الرموز المؤسسين للمسرح الفلسطيني في الأراضي المحتلة ".
اما طلال حماد، رفيق الراحل فقال: "نفتقده وسيفتقده المسرح.. لقد أكرمنا بمعرفته وحرفيته ولم نحتف به كما يجب في حياته فهل نكرمه الآن على الأقل بالاعتراف بفضله؟".
وتساءل الفنان المسرحي الفلسطيني غنام غنام المقيم في الامارات: "فرانسوا ابو سالم..ما الذي كسر روحك؟..وداعاً يا علامة المسرح الفلسطيني الفارقة.."

هناك تعليقان (2):