أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 19 أكتوبر 2017

القط في حبكة روائية/إيمان أبو عجمية




"قط بئر السبع" لم تكن الرواية الأولى التي أقرأها للكاتب الفلسطيني
أسامة العيسة ..فقبلها. .مجانين بيت لحم، وقبلة بيت لحم الأخيرة، ورسول الإله إلى الحبيبة..لعل أكثر ما دفعني لمواكبة كل جديد لأسامة والبحث عن ما لم أقرأه من أدبه واقتنائه، هو فلسطين الحقيقية: تاريخها وتاريخ من مكثوا من أهلها فيها ما قبل النكبة وبعدها والاحتلالات التي تعاقبت عليها ..ففي كل رواية قرى جديدة من قرى فلسطين المهجرة تتعرف إليها وتتجول فيها ..تتعرف إلى أسماء عائلتها وعاداتها وتقاليدها، أهازيج، معالم أثرية، مقامات..أشجار ..أحجار، وكنوز في باطن أرض القصص والأساطير...في أدب أسامة عملية توثيق مهمة جدا لكل ما ذكرت وأكثر من ذلك، لقد تناول قضايا مهمة في تاريخ فلسطين النضالية والحركة النضالية ما قبل النكبة وما بعدها.

في رواية " قط بئر السبع" ولأني أخذ الرواية جملة واحدة ..لا أتجاهل أحداثها التي تدور حول قضية الأسرى في سجون الاحتلال ولكن في هذه الرواية نقف أمام توثيق جديد يتعلق بحيوانات فلسطينية، حيث يستخدم أسامة القط في حبكة روايته. أتوقف في الرواية ما بين صفحتين، الأولى منتصف الرواية والصفحة الثانية نهاية الرواية.
وكما اعتدت في أدب أسامة تجد نفسك أمام  تغذية أدبية وطنية في شرايين الفكر المقاوم وخلق حالة وعي جديدة متمردة.
وعن نهاية الرواية أنا لا أسأل الكاتب لماذا هذه النهاية؟؟ ..نهاية جعلتني أعود بذاكرتي إلى نهاية رواية غسان كنفاني "رجال في الشمس" ..فنهاية الروايتين لهما دلائل رمزية عميقة حتى وإن اختلف مضمون الروايتين. مع أني فجعت بهذه النهاية..والفاجعة هي ما جعلتني أفكر في كثير من الدلالات التي تشير إليها نهاية الرواية: موت قط البلاد بأسنان كلاب البلاد..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق