أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 22 أكتوبر 2017

مسلمون ومسيحيون تبرعوا لترميم كنيسة المهد



















ما كان يعتبر معجزة صعبة الحدوث، حدثت قبل سنوات عندما تم الاتفاق مع الطوائف المسيحية الثلاث على البدء بترميم جزئي في كنيسة المهد، ولكن الأمر اكتسب قوة دفع ذاتية، فاستمرت أعمال الترميم، والتي لم تنته حتى الآن.

يشعر زياد البندك مستشار الرئيس لشؤون العلاقات المسيحية المحلية والدولية بالفخر لما تم انجازه حتى الآن، وقال وهو يقف على صقالة ترتفع 13 مترا عن أرضية كنيسة المهد: "صرفنا حتى الآن على كل عملية الترميم والتي شملت السقف، والخشب، والواجهات إضافة إلى الأعمدة وكاشف الحريق وتأسيس لكاميرات المراقبة والحماية، نحو 13 مليون دولار نصفه من مصادر فلسطينية، فالحكومة والرئاسة تبرعوا بنحو 3.7 مليون دولار، أمّا القطاع الخاص الفلسطيني والذي يشمل شخصيات فلسطينية من الداخل والشتات فتبرع بنحو 2 مليون دولار".
وأضاف: "من المهم التنويه بان كل شرائح الشعب الفلسطيني من مسلمين ومسيحيين تبرعوا ولا زالوا لترميم هذا المعلم الحضاري والديني: كنيسة المهد، التي تعتبر من أهم الكنائس في العالم".
في العام 2012م أدرجت الكنيسة ومسار الحجاج وهو جزء من بلدة بيت لحم القديمة، على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، ويتذكر البندك: "لقد كان ذلك بمثابة معركة سياسية كبيرة خاضتها فلسطين، ونجحنا في تلك المعركة بفضل أصدقائنا الذين دعمونا، ومن هنا جاء موضوع ترميم كنيسة المهد في سياق الحفاظ على التراث الفلسطيني، وفي الوقت ذاته عدم المساس بحقوق ما يعرف باتفاقية الاستتكو (الوضع القائم) التي رتبت حقوق الطوائف في الكنيسة، إن دولة فلسطين تحترم حقوق الكنائس الثلاث التي تدير كنيسة المهد".
وأضاف البندك وهو يقف وسط ورشة الترميم المستمرة: "ستستمر عملية الترميم بشكل شامل وكامل، وفقا للمواصفات الدولية لأن أي خلل في الترميم سوف يؤدي إلى سحب الملف من فلسطين، وبذلك لا تعد الكنيسة على قائمة التراث العالمي لليونسكو".
وحسب البندك، فان ما أُنجر حتى الآن في عملية الترميم، تغيير كل سقف الكنيسة المصنوع من الرصاص، برصاص جديد ومن نوع خاص وبمساحة 700م مربع، وترميم 48 شباك من الزجاج الخاص الذي يسمح بمرور الشمس إلى الكنيسة.
وقال البندك: "تمكنا من عمل نظام مقاوم للزلازل، بشبكة هندسية تحمي الكنيسة بقدر الإمكان من أية زلازل مقبلة، أو على الأقل من أية أضرار نتيجة الزلازل، وأصلحنا الخشب التالف، لدينا خشب يدخل في الجدران بعمق 80 سم، ونتيجة الرطوبة والعفن تآكل ما شكل خطرا على مستقبل الكنيسة، فغيرنا 9% منه على الأقل، وتخلصنا من الخشب التالف، ودعمنا كل الشبكة الخشبية، بخشب أُحضر خصيصا من ايطاليا، ومن حسن الحظ ان كل هذا تم في اللحظات المناسبة تماما، ودعمنا أيضا القصارة التي تتآكل وتسقط نتيجة تسرب الأمطار، وكل ذلك تم بطريقة علمية صحيحة". 
وعلى الأرجح، فان أهم انجاز في عملية الترميم ما يتعلق بالجداريات الفيسفسائية التي تعود إلى القرون الوسطى، والتي عادت من جديد تتلألأ ببريق ذهبي.
صنعت الجداريات من قطع زجاجية عليها طبعة رفيعة من الذهب ومغطاة أيضا بالزجاج لحمايته، بالإضافة إلى مادة الفضة وما تبقى هو عبارة عن زجاج ملون والقليل من الحجارة المحلية.
من على السقالة الأولى التي نصبها المقاول لأعمال الترميم وترتفع 13 مترا عن أرضية الكنيسة يمكن معاينة الجداريات عن قرب وإدراك سحرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق