أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 29 يوليو 2017

القدس مدينة نصية..!




القدس ليست فقط مدينة من حجارةٍ وبشرٍ، وأساطير وتاريخ وآثار وآلهة، ولكنها أيضًا مدينة نصية، مدينة أقلام وتصورات..!
سيقول مسلم بان المسجد الأقصى بناه أبونا آدم العظيم، وسيصدقه مسلمون كثر، وسيقول يهودي بأن عظيمًا آخر هو سليمان هو من وضع أول مدماك في البيت المقدس، وسيصدقه يهود وكتابيون كثر، وسيفخر المسلمون-العرب عندما فتحوا القدس، بانهم سيبنون المسجد على أنقاض الهيكل، وسيصدقون أنفسهم، على الأقل حتى عشرينات القرن العشرين عندما أصدر المجلس الإسلامي دليلاً بالانجليزية للمسجد ذكر فيه أن الأقصى بني مكان الهيكل، وقبل سنوات ستطبع وزارة السياحة الفلسطينية، دليلا ًكلفها الكثير في الإعداد، تكرر فيه أساطير سليمان وداود، وستسحبه بعد فضيحة، ولن يعلن أبدًا عن نتائج التحقيق.
بروز الهوية الوطنية، هو من غير رأينا عن القدس والأقصى، مستعينين بعلوم الدراسات المقدسية، والآثار، وشذرات الرحالة، واعادة النظر في تاريخنا المعقم، لصالح تاريخ غير رسمي.
سيزعق كاتب فلسطيني، بان القدس إسلامية بقرار رباني، وسيزعق كاتب يهودي بان القدس يهودية على الأقل منذ ثلاثة ألاف عام بوعد رباني، وسيصدق الاثنان، الذين ليس لديهما أي اتصال مع الرب، الكثير.
وسيعلن ملوك ورؤساء عرب بأنهم من فتحوا الأقصى للفلسطينيين المساكين الذين قدموا شهداءا وجرحى ومعتقلين في الأيام الأخيرة، وسيسحج كثيرون، وسيعلن نتنياهو انه من فتحه، وسيروجه كثيرون.
سيسقط صحافيون، وكتّاب، وبائسون في وحل الارتزاق..!
يعرف أهل القدس، انه ما من غاز أو فاتح من كل الأديان والأمم، إلا وقَتل وهَدم واغتصب وسبى، ونفذ تطهيرًا عرقيا فيها، وشمت القرون ذلك على أجسادهم، فاستعادوا في هبتهم الأخيرة البوصلة.
القدس في فترة صراعها المعاصر، هي رمز لمقاومة شعب ضد احتلال، لكنسه، ولتقرير المصير، هذا هو موقعها، ومن يحاول لي المسألة يمكنه أن يذهب إلى قندهار ليعز الإسلام..! ومن يريد مواصلة معركة خيبر، فان خيبر هناك في جزيرة العرب..!
الدفاع عن القدس، ليس دفاعًا عن شرف أمة أو قومية، هو تفصيل في ملحمة نضال تحرري..!
كما فعلها الشعوب الأخرى، لم نتوقف يومًا عن فعلها..ولكنها التوازنات وأشياء آخرى...!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق