أعلنت سلطة
الآثار الإسرائيلية، اكتشافها ختم يحمل صورة القديس مار سابا، يعود للعصر الصليبي
في فلسطين.
والقديس سابا،
هو مؤسس الدير للذي يحمل اسمه في برية بيت لحم-القدس، الشاهد على مفاصل تاريخية
هامة مرت بها فلسطين.
الختم المكتشف
مصنوع من الرصاص، وقدر عمره بنحو 800 عاما، وتم العثور عليه في مستوطنة بيت فجان،
القريبة من قرية المالحة المحتلة عام 1948، غرب القدس.
ووصف مديرو
الحفريات في الموقع نيابة عن سلطة الآثار الإسرائيلية، العثور على الختم، بانه
اكتشاف غير مسبوق في البلاد. وذكروا في بيان مشترك: "هذا الاكتشاف نادر
للغاية، لم يكتشف مثله من قبل".
ويظهر على الختم
نقش لقديس ملتح، يحمل صليبا في يده اليمنى والإنجيل في يساره. وكتابة باليونانية
تشير إلى (مار سابا).
وعلى الجزء
الخلفي من الختم، نقش باليونانية نصه كما يلي: "هذا هو خاتم لورا من مار سابا
المقدسة".
خلال صيف عام
2012، أجرت سلطة الآثار حفريات إنقاذية في المنطقة، والتي كشفت عن بقايا مباني
شيدت خلال الفترة البيزنطية (ما بين القرنين الخامس والسادس الميلاديين) .
وحسب علماء
الآثار، فانه تم التخلي عن الموقع في نهاية الفترة البيزنطية، وإعادة الاستيطان
فيه خلال الفترة الصليبية، ليتوسع في العصر المملوكي.
وتعكس القطع
الاثرية المكتشفة، الحياة اليومية في المزرعة ومبانيها، ولكن اهمها هو الختم، الذي
صمم، لختم المراسلات، التي لا تفتح الا من قبل الاشخاص المخولين بذلك.
الختم مكون من
قرصين من الرصاص، تمر بينهما سلسلة، لضمان عدم فتح المراسلات خلال إغلاق الرسالة
بالشمع.
تم فحص الختم من
قبل فريق بقيادة الدكتور روبرت كول من سلطة الآثار الإسرائيلية، والبروفيسور جان
كلود من فرنسا.
قال
البروفيسور: "على ما يبدو فان دير مار سابا، لعب دورا هاما في شؤون مملكة
القدس خلال الفترة الصليبية، والحفاظ على علاقة وثيقة مع العائلة المالكة الحاكمة،
وقد تكون هذه المزرعة جزءا من ممتلكات الدير خلال الفترة الصليبية".
بطريرك الروم
الأرثوذكس ثيوفيليوس الثالث، اشار إلى اهمية الاكتشاف لتاريخ المسيحية في الأرض
المقدسة، اضافة إلى اهميته للدراسات الاثرية.
مار سابا، أحد
رواد الرهبنة في فلسطين، ولعب ديره دورا مهما على عدة صعد، وفيه انجز الرهبان اول
ترجمة عربية للانجيل، وعاش فيه يوحنا الدمشقي، الشخصية الدينية المثيرة للجدل في
العصر الاموي.
وحسب
المرويات، فان مار سابا، سافر مرتين على الاقدام إلى العاصمة القسطنطينية، وذلك
لطلب المساعدة من الامبراطور لسكان فلسطين.
بعد وفاته،
طوب قديسا، ووضع جسده في ديره، ولكن الصليبيين، نقلوه إلى خارج فلسطين، وبقي كذلك
حتى اللقاء المسكوني بين البطريرك أثيناغورس والبابا بولس السادس في القدس عام
1964، حيث تمت المطالبة باعادة الجثمان، وهذا ما حدث حيث عاد مار سابا، إلى
فلسطين، واستقبله في مطار القدس (قلنديا) عام 1965، الملك حسين، ونُقل إلى ديره،
حيث يمكن مشاهدة موميائه، فيما يوصف بانه واحد من اقدم الاديرة المأهولة في
العالم، التي استمرت فيه حياة الرهبة نحو 14 قرنا، رغم الصعوبات التي لا توصف من
الحكومات التي تتالت على حكم فلسطين.
وما زالت بعض
الأنظمة التي وضعت على زمن مار سابا، معمول بها حتى الان، مثل منع دخول النساء إلى
الدير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق