كان يوسف، صديقي،
طالبا جامعيًا، وأنا في الثانوية.
امتاز بظرفه وصدقه وإيثاره
ووطنيته، وفقره وقلة حظه، إلا بما حُبي، بوجه وضَّاء يكشف سريرته. مُنظِّر ثوري
متحمِّس، أظن كانت له أيضًا محاولات أدبيَّة، قد يكون نشر بعضها في الصحف، كما فعل
زملاؤه إبراهيم جوهر ويوسف حامد وطلال حمَّاد وحسن عبد الله ومعين جبر وعبد الكريم
قرمان، وفايز الدميري، وغيرهم.
رُبطت الكتابة
بالنضال. هل خسرت الكتابة وربح النضال؟
سمعت بعض حكاياته،
التي نسبها للجاحظ، ومنها ما يتعلَّق بحمق معلمي الصليان، لكن حكاية صمدت معي، عن
رجلين أو ثلاثة، أحدهما يأكل البرتقال يقشره ماشيًا ويرمي القشر، يلتقط القشر آخر،
يسير خلفه، حامدًا الله، وشاكره، على نعمته. لاحظ ذلك الثالث وقد يكون الجاحظ
بشخصه، فأنَّب الفقير قائلًا: واحد يأكل البرتقال ولا يشكر، وأنت تلتقط البقايا وتحمد
وتشكر. اظن أن الله غضب علينا، نحن الفقراء، من أمثالك.
تذكرته وأنا أراجع أمثالًا
شعبية مصرية جمعها أحمد رشدي صالح، ومنها:
اللي يقدِّم قفاه للسَك
يِنْسَك.
الغريب أنَّه مع طول
صحبتي الجاحظ، محبًا وتلميذًا وخادمًا، لم أعثر على هذه الحكاية.
هل كان يوسف يؤلف
وينسب للجاحظ؟ أبو عثمان نفسه فعلها، في بداية إدراكه حرفة الأدب.
لن أعرف لأنَّه
غادرنا مبكرًا، لم تحتمل أرضنا وضاءته.
#يوسف_الطميزي
#الجاحظ
#أسامة_العيسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق