أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 20 سبتمبر 2025

كتابان بين لندن ودبي/ مهدي حنَّا


 


في رحلتي إلى لندن، حملت معي كتابين من مكتبتي لأرافق بهما ساعات السفر. أما في الذهاب، فقد وقع اختياري على غرق الحضارات لأمين معلوف، حيث تجاوز هذه المرة أسلوبه الروائي المعتاد، وانتقل بنا إلى فضاء التحليل الفكري والسياسي، متناولاً صراعات نهاية القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين. قراءة ثرية وعميقة، قد نتفق مع بعض أفكاره ونختلف مع أخرى، وربما أعود للكتابة عنه في مناسبة لاحقة.

أما في رحلة العودة إلى دبي، فكان رفيقي الكتاب الأخير للصديق الروائي والكاتب الفلسطيني المبدع أسامة العيسة، ابن مدينة بيت لحم، الذي شرفني بتقديمه لكتابي الأخير أيقونة القدس… سرديات من حياة المطران كبوجي.

وقد جاء اختياره لهذا العنوان لافت وصادم: الإنجيل المنحول لزانية المعبد.. غمرتني متعة خاصة وأنا أقرأ هذا العمل الذي تعرّض – للأسف – للمنع من قبل المجمع الكنسي في الأردن، في قرار يكشف هشاشته؛ إذ لم يقرأ أحد منهم الكتاب، بل اكتفوا بسطحية الحكم على عنوانه، وهو داء مألوف في عالمنا العربي.

الكتاب ليس إنجيلاً بالمعنى التقليدي، بل رواية تاريخية تستعيد قصة تمار الأرملة، التي تنكرت في هيئة زانية لتجبر يهوذا على الاعتراف بأبوته لابنها، متحدية سلطة العادات القبلية البالية، ورافعة صوتها في وجه التدخلات اللاهوتية في شؤون البشر. لقد جسّد أسامة العيسة شخصية تمار كرمز ثوري للمرأة، ليكشف عبرها تداخل التعصب مع القبلية، ويسلّط الضوء على معاناة النساء وظروفهن القاسية في المجتمعات الشرقية.

تطرح الرواية سؤالاً وجودياً عميقاً حول الحرية والقدر في حياة الإنسان، وكيف يواجه البشر قسوة هذين البعدين المتصارعين. إنها رواية جريئة، ثرية، وجديرة بالقراءة.

#مهدي_حنا

#المطران_كبوجي

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر

#أسامة_العيسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق