أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 12 أكتوبر 2023

ليس كل الدم لونه أحمر!


بالنسبة لإسرائيليِّين وإسرائيليَّيات من اليسار الليبرالي، نشطوا بهمة في التعريف بجرائم الاحتلال، ونشر صور الشهداء، ورفع الصوت عاليًا ضد ممارسات الاحتلال، في وسائل الاعلام المختلفة، والتظاهر دعمًا لأهلنا في الشيخ جرَّاح، والصدام مع شرطة الاحتلال، فإنَّ ما حدث من أعمال حماس "الوحشية" أصابهم بصدمة مرعبة.

الصدمة، ليس في "الأعمال الوحشية ضد المدنيين" فالأرض المقدَّسة معتادة على أعمال الاحتلال الوحشية، ولكن في هوية الضحية، وهو المنفذ هذه المرَّة.

اعتاد هؤلاء والعالم، على قتل الفلسطيني، وابادة عائلات كاملة، وهو أمر مستنكر من طيف واسع في الدنيا، يمتد من اليسار الراديكالي، إلى اليمين الذكي، الداعم لدولة الاحتلال. حتَّى أكبر الصحف العالمية مثل النيويورك تايمز، فإنهَّا نشرت بدأب تحقيقات عن جرائم الاحتلال ضد الطفولة الفلسطينيَّة، أمَّا صحيفة هآرتس الإسرائيليَّة، وهي أفضل الصحف في هذا الشرق الأوسط الحزين، فإنَّ تغطيتها للمارسات الاحتلال هي الأكثر مهنية والأفضل مما تنشره صحف عربيَّة وفلسطينيَّة.

ما الذي تغيَّر؟ السجين هذه المرَّة هو "الارهابي" و"الضحية" هو السجان. أمر جديد في الأرض المقدَّسة، لا يكفيه الاستنكار، وشيطنة من تجرأ على الرجل الأبيض، باعتباره حيوان بشري، ولكن المطلوب مسحه عن وجه الأرض.

غير مسموح أن يذرف الرجل الأبيض ونسائه الدموع على القتلى، وتشتعل صدورهم حسرة على المفقودين، أو التفكير في مصير الأسرى.

الفلسطيني الطيب، هو الفلسطيني الضحية، المقتول، المكلوم، وليس القاتل!

العالم يحتاج لصورة المقتول الفلسطيني، لتنعش غرائزه وتنعش أحاسيسه، وتبكت ضميره!

الدم، ليس كله لونه أحمر!

#غزة

#فيضان_الأقصى 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق