(أشعر باعتزاز خاص جدًا
برأي واحد من أسطوات الرواية العربية-أ.العيسة)
آخر ما قرأت من
الروايات العربية المعاصرة التي شكّل (الجسر) عنوانها، هي (جسر على نهر الأردن:
تباريح جندي – 2018) لأسامة العيسة الذي فازت روايته (مجانين بيت لحم) بجائزة
الشيخ زايد عام 2013، وهي من الروايات التي أسرتني، فلم يكن لي منها، من بعد،
فكاك، على الرغم من أن ستين سنة من القراءة تجعل من العسير على رواية أن تأسرك.
أعادني الجندي يوسف
الرطاسي في رواية (جسر على نهر الأردن) إلى هزيمة 1967، فهذا الشاب القادم من قرية
أرطاس المجاورة لبيت لحم ترميه الهزيمة شرقي نهر الأردن الذي تتعدد جسوره: جسر
الملك حسين (وهو جسر اللنبي)، جسر الملك عبد الله، جسر اليرموك (أو المجامع)، جسر
بنات يعقوب الذي يُعَنْون روايةً لحسن حميد.
في العنوان الفرعي
لرواية العيسة تلخص كلمة (تباريح) حياة يوسف؛ حيث الحرب التي لم تحصل، حيث الجنود
الذين لم يعرفوا ولن يعرفوا كيف وقعت الحرب، فهؤلاء الجنود عاشوا الهزيمة، ولكن لم
يعرفوا كيف هُزموا، ولأن دموع العالم كله لن تتمكن من (تطهيرنا) من نجس الهزيمة،
كما يلهج يوسف، فالجسر هو: هزيمة أو نصر، لقاء أو فراق، حياة أو موت، هروب أو
إقدام، خوف أو شجاعة، إقدام أو إدبار، مغامرة أو مؤامرة، اندفاع أو تقهقر، كرامة
أو انخساف الذات.
بعد الحرب/ الهزيمة
يسخر الراوي من النجاة: “لقد أصبحنا في أمان، ممّن؟ لا أحد يعرف ولا أحد يجيب، كل
واحد من الجيش عليه أن يعيش هروبه لنفسه ووحده، ويجيب عن أسئلته الآنية، وتلك التي
سترافقه إلى آخر العمر” (ص 6).
هو إذن جسر هزيمة
1967، ولكن من منظور 2018، أي بعد إحدى وخمسين سنة، فكيف كان هذا الجسر بعد تسع
سنوات فقط من الهزيمة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق