بفضل العين الساهرة الحارسة
لوثائقنا؛ العزيز بلال شلش، وصلتني ملفات أفرجت عنها سلطات الاحتلال مؤخرًا، وهي
جزء من غنائم هزيمة حزيران المستمرة.
منها ملف قضية لسبعة
شبان وطلبة آنذاك من مخيم الدهيشة، اعتقلوا بتهمة الشيوعية، قرَّر محافظ القدس حسن
الكاتب توقيفهم، كما يظهر في الصورة المرفقة.
حسن الكاتب، كما سمعت
عنه من معتقلين سياسيين، معظمهم أصبح في دار البقاء، هو بطَّاش.
سمعت نتفًا عن هذه
الخليَّة، من أمهاتنا الأميات، المنكوبات، ولا يبتعد ما جاء في محاضر التحقيق، عن
ما كَّن يذكرنه، تندرًا، وحزنًا، وأسفًا، ناصحات لنا، نحن الذين أضحينا فتيانًا
وشبانًا، نكرَّر، بنزق غبيِّ (كما يفعل أبناؤنا الآن)، سيرة السابقين، بأن لا نسير
في طريقٍ غير موصلة.
من يتمعَّن في ملف
هذه الخليَّة، وهي واحدة من خلايا صعب حصرها انتشرت آنذاك، سيدرك أنَّه لا يوجد
قضية أصلًا، وأنَّ الأمر يتعلق بنشرة شيوعيَّة، تتنقل بين الأيدي بطريقة ترشحها
كقصة كافكاوية.
كل ما حدث في السنوات
العشرين التي أعقبت النكبة، كان يشي بالهزيمة المقبلة.
أتصفَّح الملفات،
بأفضال بلال شلش الكثيرة، وأنا أتابع على الفيس بوك نقاش متجدِّد عن الاعتقال
السياسيِّ.
قبل سنوات، عقد ممثلا
الثنائية الفلسطينيَّة، بعد جولة مفاوضات، مؤتمرًا صحافيًا بشَّرا فيه جموع
المواطنين البائسين أمثالنا، أنهما أحرزا تقدمًا، وتبادلا أسماء المعتقلين
السياسيين لدى سلطتيهما.
أحدهما ما زال موجودًا
وقياديًا، يتفكه عليه بعضهم بوصفه "..."، من سوء حظَّ ابن الجوزي، أنَّه
لم يعش في عصره، وإلَّا لكان أضاف سيرته لكتابه المشهور، والآخر قتل في غارة إسرائيليَّة،
خلال إحدى الحروب على غزة وهو معتقل للتحقيق معه حول "سلوكه واستغلال النفوذ
وتربح بدون وجه حق"، كما قيل رسميًا، حسب قول غير رسميِّ، أنَّ فصيله صفَّاه.
كتاب حسن الكاشف
روِّس بمكتوم، ولكن الاحتلال، جاء ولو بعد حين ليفضح المكتوم.
على غيرنا أن ينتظر
خمسين سنة أخرى، ليفضح الاحتلال المستمر، المكتوم، ويدركون ما كنَّا نحذرهم منه.
#بلال_شلش
#مخيم_الدهيشة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق