في مدينتي، بعد غياب
عام 1989م، شهدت إعدام دمية قال المتظاهرون المتحمسون، إنَّها تمثِّل الكاتب سلمان
رشدي، خلال مظاهر في شارع الفواغرة.
كيف يمكن لمنتفضين، يواجهن
عنف الاحتلال وإجرامه، أن ينشغلوا برواية لروائي بريطاني-هندي، لم يقرأوها؟ وكيف
يمكن لتنظيم على رأسه مثقف، هو الدكتور فتحي الشقاقي، الشهيد فيما بعد، أن يتخذ
موقفا سافرا في رجعيته ضد حق الرأي والكتابة؟
من الذين شاركوا في
تلك التظاهرة الصادمة، نضجوا، وربما سخروا من حماسهم. لكن التفسير أن التظاهرة،
كانت لإرضاء الراعي، أو أحد الرعاة الكبار للتنظيم، وهي دولة الخميني.
عندما تكر الأعوام،
سيفكر المرء، أن المعضلة في بلادنا، ليس فقط الاحتلال، فالاحتلالات تسلم أرضنا
لبعضها، ولا شيء يتغير، مع تغير هوية الاحتلال، الدينية أو القومية.
فانون، الذي أثر في
أجيال سبقتنا، ووصل رشق تأثيره إلى جيلي، أكد على أن الوعي القومي، إن لم يصحبه أو
يتبعه وعي اجتماعي، فالمؤكد استبدال محتل محلي، بأجنبي. يمكن لمس ذلك في
"بروفة" الاستقلال الوطني الفلسطيني، سواء لدى السلطة، أو فصائل
المعارضة.
قد لا يكون فانون قال
ذلك، باللغة التي ذكرتها، فأنا أكتب من الذاكرة. لكن المؤكد أن ثنائية السيف
والكلمة، لم تحسم في شرقنا. وصيحة يا سيَّاف هي الأعلى قعقعة وطحنًا.
لم يؤد إعدام سلمان
رشدي، إلى التعجيل في انتصار الانتفاضة الأولى الكبرى، لكنَّها، مثل ممارسات أخرى،
لطختها.
#سلمان_رشدي
#الدكتور_فتحي_الشقاقي
#فرانتس_فانون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق