في بلدة قصية، في
الإمبراطورية الرومانية، حمل حُلمها، أن تكون أورشليم جديدة، وكما يحدث في زمننا، حدث
في زمانهم، حوَّلوا حلمه صليبًا.
في زمنٍ ما، بعد
الواقعة بسنوات كثيرة، حدَّد ناس القدس، حدودها، كما تصوروا ورغبوا وآملوا في
مخلَّصٍ، وصاغوا هُوية جنينية جديدة لمدينتهم.
في ظل سلطة الإمبريالية
الرومانية، صدَّق ناس القدس، ثورة رجال الجليل الهادئة، وعندما سيق رسولهم لدرب
حتفه، بمؤامرة أصدقاء وقضاة وحكَّام، فقد ثقته قليلًا فصاح: إلهي إلهي لماذا
قتلتني؟ من جدف بساكن السماوات، حماه أهله الأرضيين؛ مسحت فيرونيكا وجهه، حين وقع
من ثقل الصليب، أثرت به لمحتها الإنسانية-الوطنيَّة، فملحها صورة وجهه على
منديلها. عادت له ثقته، فما زال حبله مع أبيه السماويِّ مشدودًا.
عندما سقط على الأرض،
تقدَّم سمعان القيرواني شاركه حمل صليبه. تشارك خلفيات المدينة المتقاطعة.
حتَّى بعد قرون يخرج
كل يوم جمعة، من أهل القدس وزوَّارها، على خطى درب الآلآم، ويتوقفون عند منديل
فيرونيكا، وشهامة سمعان، من حجارة المدينة الحيَّة.
كان يمكن أن تكون
واقعة الصلب، حادثة من عدد لا نعرفه، من الصلب في الإمبراطورية الرومانية، ولكن
كيف حدث أن يتحوَّل ميلاد صاحبها، الذي ظهر في بلدة صغيرة، تقويمًا، فاصلًا؟
وكيف يتحوَّل الدفاع
عن تابوت، بثورته الهادئة، حديث عالم، أضحى بلدة صغيرة، يتجسَّس النَّاس فيها على
بعضهم، ثمّ ينسون.
الفيرونيكايات
والسمعانيون، صنعوا ذات القدس، وما زالوا يحدبون على الذات بذواتهم، اليوم، كما
بالأمس، ولكن، كما حدث، سيحدث، بقوَّة ثورات مضادة، أن تعود المدينة الصغيرة،
الضعيفة، لتستكين لقدرها، بالأمس صودر رمز منديل فيرونيكا، وشهامة سمعان، في خدمة
إمبريالية جديدة ستستغل ثورة الجليلي، واليوم، سيسرقون التابوت الصامد، بالأوسمة،
والمنح، والقصائد، وجدال الدين الرسميِّ.
مسحت القدس نعاسها،
فقط لتؤكد ذاتها.
#شيرين_أبو_عاقلة
#فلسطين_الجديدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق