أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

شريهان تلجأ للكوميديا لطرح قضايا المعاقين




 


تسعى شريهان الحذوة، إلى طرح قضايا المعاقين الفلسطينيين، من خلال المسرح، مستخدمة الكوميديا والسخرية.

تعاني الحذوة، من إعاقة بصرية، ولكن ذلك لم يفقدها، خفة الظل، والذكاء، والبصيرة، والتصميم، الذي قادها لتقف على المسرح في عروض استاند أب كوميدي، داخل فلسطين وخارجها.

لشيري، كما يسميها معارفها، حضور مميز على المسرح، وجمهور محب يستقبلها بحماسة كما حدث على مسرح البيت الروسي في بيت لحم، عندما دخلت إلى الجمهور الذي ينتظرها، ترقص بعصاها، على أنغام أغنية شبابية، اختارتها لتكون فواصل بين فقرات عرضها "نو شيري No Cheri"، من إخراج منال عوض، مثيرة للفرح والبهجة.

تتعاون الحذوة، مع مسرح الحارة في بيت جالا، ويعتمد نشاطها على مشاريع ممولة من المانحين، مما يجعلها غير قادرة دائما على إعداد عروض جديدة.

عرضت، بشكل كوميدي، لمقارنات بين وضع ذوي الإعاقة في فلسطين، ونظرائهم في السويد، حيث أمضت شهر ونصف هناك، قدمت عروضا في مدن سويدية.

تحلت شيري، بقدر كبير من الصراحة وخفة الظل، وهي تعرض ليومياتها ككفيفة، في العمل، والشارع، والمنزل، وسيارات الأجرة، وسفرها عبر الجسر، والرقابة المجتمعية، وطرق تعامل الناس مع المعاقين.

لامست الإجراءات البيروقراطية التي يعاني منها أصحاب الإعاقات، وأضحكت الجمهور وهي تروي مثولها السنوي أمام لجنة طبية رسمية ليحددوا نسبة إعاقتها، ولتثبت لهم أنها لا تراهم أبدا، بينما يستعجلها من يعانون من إعاقات حركية، يصعدون إلى مقر اللجنة من خلال ونش.

لا تستهدف شريهان تعاطف الجمهور، مع القضايا التي تثيرها، ولكنها تسعى لتفهمهم، وهي تسخر وتضحك.

من أكثر الداعمين لشريهان، مارينا برهم، مديرة مسرح الحارة، المؤمنة بموهبة شريهان، وقدرتها الدائمة على إشاعة البهجة، في كل مكان تكون فيه.

تقول برهم وهي أيضا منتجة العرض: "عروض شريهان على المسرح دائما مميزة، وفيها الجديد، وتحض الإنسان على التفكير، فيما تطرحه، ويعيد النظر في تصرفات قد لا يكون واعيا لها".

تضيف: "صحيح أن عروض شريهان مضحكة، ولكنها تجعلنا أن نفكر في تفاصيل ما يواجهه المعاقين، ليس فقط المعاقين بصريا، ولكن جميع أصحاب الإعاقات، علينا أن نتأقلم من أجلهم، وليس أن يتأقلموا من أجلنا".

تؤكد برهم أن شريهان نموذج إلهام، للطاقة الايجابية، التي تنتقل لكل الموجودين في أي مكان تكون فيه.

وكشفت برهم، عن وجود خطة عمل لدى مسرح الحارة، لتنظيم جولة عروض لشريهان في فلسطين العام المقبل، مشيرة إلى الصعوبات التي تكتنف العروض في الخارج، خصوصا بعد جائحة كورونا.

تؤكد شريهان، أنها لا تهدف إلى تغيير القوانين الخاصة بالمعاقين، ولكن وعي الناس، وثقافتهم، ولهذا اختارت الفن.

تؤمن شريهان أن الإنسان يضع لنفسه: "حواجز وعقبات تعيقه عن تحقيق أحلامه مهما كانت بسيطة أو كبيرة، الإعاقة لن تعيق صاحبها إن كان يملك إرادة حقيقية، ما يعيقنا هو ما نضعه نحن معيقاً لنا".

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق