أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 28 أبريل 2021

كل خاطب كذّاب..!


هناك من يخطب ود الجماهير (يا للجماهير المدغدغ ودها)، وهناك من يخطب ود النساء (يا للنساء المتعتعات بكلام الخُطاب) ولكن لا فرق في الحالتين، من ناحية تقنية نسبيًا، على الأقل هذا ما أدركه العرب القدماء.

في بلاد تنضح شعارات، يبدو من الصعب تتبعها ودراستها، يمعن الشعارايون في شعاراتهم. من الشعارات التي ترددت في المسجد الأقصى مؤخرًا، التي تُلوح لليهود، وتنذرهم بتكرار ما حدث لهم ذات مرّة، في مكان اسمه خيبر، لا يعلم عنه الإسرائيليون المستعمرون شيئًا، إلى مهازل الخطوط الحمر.

يبدو التلويح بحرب دينية إسلامية، من رمز فلسطيني ومكان مقدس، إحدى المهازل المأساوية،  كاعتبار القدس خط أحمر، ولا سلام بدونها، وكأنَّ الخليل، وقلقيلية، ويافا، ورأس الناقورة، مثلاً خطوط ملونة، وليست خطوط حمراء، وأن السلام، الذي لا أفقدته الشعارات أي معنى، يمكن أن يكون بدونها.

الشعار يتجاور مع كذب خُطّاب الود وخطبائه. سنتذكر مجموعة من الرفاق القدامى، كالبيهقي الذي نقل عن ابن عساكر، بسندهما إلى أبي مالك، قال: مرّ سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام بعصفور يدور حول عصفورة، فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول؟ قالوا: وما يقول يا نبي الله؟ قال: يخطبها لنفسه، ويقول: تزوجيني أسكنك أي قصور دمشق شئت. قال سليمان (ولا شك أنه كان يضحك): وإنه عرف أن قصور دمشق مبنية بالصخر، لا يقدر أن يسكنها، لكن كل خاطب كذاب.

لا نعرف، منطق الطير، كما عرفه الملك أو النبيّ سليمان، ولكننا نعرف، بأن كل خاطب، وخطيب، في بلاد الخطباء والخطاب، كذّاب..!

#باب_العامود

**الصورة: قبة الصخرة 13-3-2021م

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق