أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 2 نوفمبر 2018

لمن يكتب الأسرى؟




فوجئت، عندما اقترحت على صديقتي المناضلة المخضرمة، بكتابة مذكراتها في سجون الاحتلال، بردها غير المتوقع.
عادة ما يبرر، ما أعتبره كسلاً لمن لديهم القدرة على كتابة يومياتهم في السجون، رفضهم الكتابة، بأنه ليس هناك من سيقرأ أو سيهتم، أمَّا المناضلة المعتقة فردت:
-من سيهتم بما يكتبه الأسرى عن تجاربهم هم مخابرات الاحتلال، يقرأوون، ويفهمون، ويراجعون، ويضيفون إلى فهمهم لنفسياتنا، فهما أفضل، ويغيرون من سياساتهم تجاه الأسرى، ويضعون استراتيجيات جديدة للتحقيق والتعامل مع الأسرى، بناءً على ما استخلصوه من قراءة ما نكبته. لن أخدم الاحتلال..!
*وماذا عن نقل التجربة للأجيال الجديدة...!
-هذه الأجيال لا تقرأ، كم عدد النسخ التي تُقرأ من أي كتاب يصدر في الأرض المحتلة؟!! اسألني أنا كناشطة في الحقل الثقافي ومواظبة على حضور الندوات، مساكين الكتّاب..!
*ولكن علينا أن نحكي قصتنا..!
-وإذا لم يكن هناك من يقرأ، فلا يوجد أيضا من جهات أو مؤسسات أو أحزاب فلسطينية يمكن أن تهتم بتجارب الأسرى المكتوبة، فتستخلص العبر التي يجب أن تستخلص، والدليل على أن ذلك لا يحدث، أن أجيالا وراء أجيال تقع في نفس الأخطاء، وتعيد إنتاج الذوات المهزومة.
*.................
-ويبقى المستفيد، مما نكتب، جهاز المخابرات الاحتلالية الذي لا يريد أن يفوت شيئا، ويراجع دائما طرقه القمعية ويطورها. أسف لن أكتب تجربتي التي خضتها من أجل شعبي غير المهتم بمعرفتها..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق