أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 30 أغسطس 2018

حوش مصلح في بيت جالا















يعتبر حوش مصلح في بلدة بيت جالا القديمة، واحدا من أقدم الاحواش في المدينة التي تقع جنوب القدس، وصودرت آلاف الدونمات من أراضيها لصالح حدود بلدية القدس الاحتلالية.
يقع حوش مصلح الذي يعود تاريخه إلى نحو مئتي عام في حارة العراق، التي تعيش فيها عدة عائلات، يعود تاريخها على الأغلب إلى القرن السادس عشر، تعود أصولها إلى الجزيرة العربية وشرق الأردن، وقبيلة الغساسنة العربية المسيحية.
وتقول ناديا مصلح مطر، التي تسكن مع عائلتها في الحوش، إن العمارة التقليدية جزء هام من الإرث الثقافي للبلدة، كما ويدل على براعة فن العمارة بالحجر من قبل حجاري المدينة وشهرتهم التي وصلت لكافة المدن الفلسطينية.
ويتكون الحوش عادة من ساحة، وبئر ماء، ووحدة سكنية تسكنها عائلة واحدة أو أكثر كما حال حوش مصلح الذي سكنت فيه نحو أربع عائلات، منها : المكركر، وأبو السبل، ومصلح، وزيت، وكانت هذه العائلات قديما تجتمع في الساحة، للتسامر أو للتداول في الشؤون اليومية.
وفي بيت جالا القديمة، كان يتم حفر البئر في جهة من الحوش وفي الجهة الأخرى، بعيدًا عنه مسافة معقولة كان يقع الحمام (بيت الآداب) كي لا تختلط مياه الشرب بالمياه العادمة، وكان سكان هذه الأحياء يفخرون بطعم مياه الآبار، التي يجمعونها من الأمطار.
وفي الحوش، يقع مقر جمعية (تراثنا الأصيل للمرأة) التي تديرها مطر، وتهدف إلى تقديم المساعدة للنساء اللواتي فقدن أراضيهن بسبب سياسة المصادرة الاحتلالية.
تقول مطر: "تضم جمعيتنا مزارعات من اللواتي فقدن أراضيهن أو جزءا منها خصوصا في منطقة المخرور، ونعمل مع النساء للمحافظة على ما تبقى من الأراضي، كذلك الاستفادة من خدمات وزارة الزراعة، مثل تقديم اشتال، وبذور والعناية بالشجر والتقليم".
وتضيف: "ننظم محاضرات للنساء في التصنيع الغذائي، وطريقة حفظ الأطعمة، وننتج أيضا من ثمرات الأرض الدبس، والمربيات وخصوصا مربى المشمش الذي تشتهر به بيت جالا، ونشتري الزعتر من النساء، ونعده في الجمعية وكذلك نتعاون مع النساء في مجال التطريز".
وتنادي مطر بضرورة المحافظة على الإرث المعماري في بلدة بيت جالا القديمة، وتضيف" إن الحوش بحاجة إلى ترميم، ليبقى معلمًا تاريخيًا واجتماعيًا ومعماريًا، يشهد على تاريخ مدينة لا تزال تواجه منذ حزيران 1967م الحملات الاحتلالية الأشرس في التاريخ للاستيلاء على أراضيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق