أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 24 أغسطس 2018

دار زغموت وعسكر إزمير..!




تقع هذه الدار قريبًا من شارع القدس-الخليل، ودور آل دبدوب، وتشغلها الآن مؤسسة رعاية الفتيات. الرقم الخاص بها يشير إلى أنها بنيت في آب سنة 1915م.
ما أثار انتباهي هو بناء هذه الدار في ظروف صعبة عاشها الشعب الفلسطيني، خلال الحرب العالمية الأولى التي عرفت بالسفر برلك، أي السفر عبر البر وتتوفر لدي شهادات عن ذلك من مدينة بيت جالا، الأولى شهادة سلطانة عبد ربه، التي التقيتها في ملجأ الجمعية الانطونية في مدينة بيت لحم عام 2004م، وكانت زميلاتها احتفلن بها في 15 آذار (مارس) 2004 بمناسبة دخولها عامها الرابع بعد المائة.
حدثتني سلطانة، وهي في عمرها المتقدم عن ما سمته بالبؤس الذي رأته يرتسم على الجنود الأتراك، خلال الحرب، وكيف أنهم كانوا جائعين ويشحذون في الشوارع ويطرقون المنازل طالبين الخبز.
الشهادة الثانية، هي فنية إبداعية، عبارة عن قصيدة ليوسف الكردوش وهو شاعر شعبي من بيت جالا، ويعود الفضل بالتعرف على أشعاره إلى الكاتب الصديق جمال بنورة.
في قصيدة له يروي المآسي التي حاقت بشعبنا في تلك السنوات:
"عسكر من ازمير أجونا كالحمير
مطلوبهم نجير (قطين) مرصع"
في أجواء البؤس الذي عم المجتمع الفلسطيني، بنى بشارة يعقوب زغموت، منزله، ولعله كان من الآملين بالاحتلال البريطاني، وربما عاش ليكتشف أن ما حدث لم يكن إلا تبديل بؤس ببؤس، وأن الإمبراطوريات التي ترحل أو تحتل فلسطين، لا تترك خلفها إلا معضلات، تستمر طويلاً جدا بعدها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق