أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 8 فبراير 2018

حديقة قومية احتلالية على أراضي قرية الولجة المحتلة








افتتحت سلطات الاحتلال، ما تسميها حديقة قومية في منطقة عين الحنية في قرية الولجة جنوب غرب القدس.
وشارك رئيس بلدية القدس الاحتلالية نير بركات ووزير حماية البيئة في حكومة الاحتلال زئيف الكين، في مراسم الافتتاح.
وتقع منطقة العين، في الأراضي المحتلة عام 1967م، واتخذت سلطات الاحتلال، خلال السنوات الماضية إجراءات عديدة ضد ما تبقى من أهالي قرية الولجة الذي هجّروا من قريتهم عام 1948م، ليأسسوا في ما تبقى منها الولجة الجديدة، التي احتلها لاحقا قوات الاحتلال، وضمتها بدون السكان إلى حدود بلدية القدس الاحتلالية.
وتعتبر عين الحنية واحدة من أهم المناطق الطبيعية التي يقصدها الأهالي في جنوب غرب القدس، وأكثرها جمالا وتنوعا بيئيا، وقبل سنوات قليلة وضعت سلطات الاحتلال يدها عليها، وصادرت نحو خمسة دونمات، ونفذت عمليات تنقيب كبيرة فيها، لجعلها (حديقة أثرية).
وتعود الآثار البارزة في الموقع إلى العهد البيزنطي، حيث عثر على بقايا كنيسة، ونظام للمعمودية يضم أكثر من بركة، وتنبع المياه من مغارة في بطن جبل وتسير في نفق، لتظهر في نافورة، هي الأولى من نوعها في فلسطين التاريخية.
ومن المرجح أن الموقع كان شاهدا على حضارات سابقة، فحسب سلطة الآثار الاحتلالية فانه تم اكتشاف عملة فضية نادرة تعود إلى فترة الحكم اليوناني على فلسطين (420-390 ق.م) وتعتبر عملة نادرة وواحدة من أقدم العملات التي اكتشفت في منطقة القدس.
ومنذ نحو 18 شهرا، لم يسمح لأهالي الولجة الدخول إلى موقع العين التي تم تسييجها، وحسب تقرير لصحيفة هارتس العبرية، فانه: على الرغم من وعود سلطة الطبيعة والمتنزهات في إسرائيل بأن الفلسطينيين سيظلون قادرين على استخدام الموقع، فمن المرجح أن يصبح الوصول إليها صعبا".
ومما سيزيد من عزلة الموقع عن أصحابه، قرار بلدية بنقل الحاجز العسكري الاحتلالي من مكانه في قرية المالحة، إلى مدخل قرية الولجة، وهذا سيسهل أكثر على الإسرائيليين الوصول إلى الموقع، في حين سيصعب المسألة على الفلسطينيين.
ونقل الحاجز يعني مصادر ما يزيد عن ألف دونم من اراضي الولجة وقرية بتير المجاورة، بما فيها مناطق طبيعية كالاحراش.
وتستمر سلطات الاحتلال، باتخاذ الإجراءات لعزل ما تبقى من سكان الولجة، وقال صلاح أبو علي المشرف على زيتونة البدوي، التي يعتقد بأنها أقدم شجرة زيتون في العالم، بان قوات الاحتلال أكملت مد السياج بالقرب من الزيتونة، ووضعت بوابات عازلة، وبذلك تحول التواصل الجغرافي بين الأهالي وعين الحنية، إضافة إلى عزل مئات الدونمات خلف السياج.
ويقتحم المستوطنون بشكل دوري منطقة عين الجويزة القريبة من الزيتونة، للنزول إلى نفق العين الذين يعتبر أطول نفق لعين في فلسطين.
ويقتحم المستوطنون المنطقة بحراسة مسلحة، ويثيرون ذعر الأهالي، وسلمت سلطات الاحتلال خلال الأيام الماضية إشعارات بهدم منازل في القرية، بحجة عدم ترخيصها من بلدية القدس الاحتلالية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق