في عام 1948م، اختبر محمد عبد القوي (كافي)
نكبته الخاصة، ولد في دلهي لأبوين مسلمين، وكان جزءا من أكبر عملية تبادل/تطهير سكاني
بعد الحرب العالمية الثانية، على أسس دينية بين الباكستان والهند، ففقد وطنه. يتناسى
الكثيرون ان إسرائيل والباكستان أسستا على أسس دينية في نفس العام.
لاحقا حدد كافي، الذي أصبح مواطنا بريطانيا
وتنقل في أكثر من مكان، فلسطين كوطن أوّل، قدم الدعم لطلبة الجامعات الفلسطينية، عاش
حياة بسيطة ولم يكن استهلاكيا، أحب الشعر بلغات كثيرة، وسحرته قصيدة توفيق زياد (هنا
باقون) ولن أنسى أبدا الحماسة في عينيه، وهو يردد:
هنا .. على صدوركم، باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج، كالصبار
وفي عيونكم
زوبعة من نار
قرأ القصيدة بالانجليزية، ونشط بنقشها على
ألواح السيراميك وتوزيعها على الجامعات ومؤسسات الشباب.
أراد أن يموت في فلسطين، وكان يذهب كل ثلاثة
أشهر إلى لندن، لتجديد الفيزا ويعود بسرعة حتى لا يموت الا في فلسطين.
سأقول بان كافي فائق الثقافة، دعم مشروعي
الكتابي بنبل نادر، وموّل ثمن نسخ من كتبي كان يوزعها بنفسه على طلبة الجامعات.
سأذكر دائما حنوه، وشجاعة قلبه، وإخلاصه،
ودعواته على العشاء كمضياف في مكان إقامته أو في منازل الأصدقاء، حيث يتولى الطبخ مستعينا
بوصفته السرية الخاصة من البهارات.
كان كافي مؤمنا بالقدير، ولكنه لم يؤمن
بالطقوس، اعتنى به في أيامه الأخيرة، بحب نادر مسيحي وبوذية بشكل أساسي.
نادرون من سيعيشون معي حتى نهاية العمر،
وكافي من بينهم.
سابكيك كثيرا يا صديقي..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق