عندما تأكد فتية مخيم
الدهيشة، من رحيل أخر جندي احتلالي من الذين اقتحموا مخيمهم فجر أمس، توجهوا إلى
مكتبة الطريق التي أغلقها الاحتلال، وفتحوها، معلنين للمرة الثانية تحديهم
للاحتلال.
جنود الاحتلال الذين
اقتحموا المخيم، دهموا عدة منازل وعاثوا خرابا في أثاثها، ثم حاصروا مكتبة الطريق
لصاحبها الشاب خالد جمال فراج، ليغلقوها بقرارٍ من روني نومة ألوف قائد جيش
الاحتلال في الضفة الغربية، حتى الثالث عشر من الشهر المقبل، ولم يتضمن قرار
الإغلاق الذي تركه الجنود خلفهم، أية تفاصيل عن أسبابه، ولكن تم الإشارة إلى ما
اعتبرها القائد الاحتلالي صلاحياته.
يعتبر نومة من أقوى
الحكام في الشرق العربي، ترتعد من دولته الدول العربية، وحتى بعض المثقفين
والفنانين، الذي يمكن أن يبح صوتهم احتجاجا إذا أغلقت مكتبة في موقع مغمور في
العالم، يوافقون على طباعة كتبهم في دولة الاحتلال، واحدهم يأتي ليعيش في تل أبيب
ويصنع فيلما تافها عن رواية تافهة فنيا وموضوعا.
وزارة خارجية العدو وأجهزته
الأمنية تحقق اختراقات..الخيانة لن تصبح وجهة نظر أبدا..!
الفتية الذين واجهوا
جنود الاحتلال الذين اقتحموا المخيم، لم يقبلوا بقرار إغلاق مكتبة الطريق، فسارعوا
إلى فتحها، معلنين أن قرار الاحتلال غير شرعي ولا يحق له أن يفتح أو يغلق أية
محلات.
هذه المرة الثانية
التي يغلق الاحتلال فيها المكتبة، فقبل عدة أسابيع أغلقها، وتم فتحها من قبل
الفتية بعد ساعات، وبعد التشاور فيما بينهم، أمّا صباح أمس فكان الأمر مختلفا، لم
يأخذوا وقتا لاتخاذ القرار، بعد أن أصبحت المكتبة بالنسبة لهم، رمزا لكسر شوكة
قرارات الاحتلال.
بعد أن فتح الفتية
المكتبة بعد إغلاقها الأول، سرت تكهنات في المخيم، حول كيف سيكون ردة فعل
الاحتلال، وهو ما يطرح الآن أيضا، ولكن الأمر تحول إلى مسألة ذات بعد رمزي ووطني لا
يقبل المساومة، حتى أن أهازيج شعبية نظمها الفتية تؤكد انه لم يقبلوا أبدا بإغلاق
أي محل في المخيم:
"يا صهيوني احكي
الجد
ارحل بلغ إسرائيل
من لدهيشة جاك الرد
إنا نِغْلِقْ مستحيل"
في المواجهات التي
خاضها الفينة فجر وصباح أمس، أُصيب أحدهم في قدمه، بينما تعرض أحد المنازل في حارة
الولجية في المخيم إلى حريق جزئي، بسبب قنابل الغاز المدمع، وقنابل الدخان
والإضاءة التي ألقاها جنود الاحتلال على منازل الأهالي، ودهمت منازل وحُطم الأثاث،
وسُرقت، و...!!!
وقالت مصادر محلية
بان جنود الاحتلال سرقوا مبلغا من المال وقطعا ذهبية من منزل سامي الجعفري الذي تم
اقتحامه وتحطيم الأبواب واعتقال ساكنيه طوال فترة عملة الدهم، والاعتداء على ابنه
إسماعيل بالضرب، والذي نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق