لم يصدق أهل قرية جبع،
نزيل قريتهم حريش، فاختبروه:
-إذا أنت فعلا ولي
الله، انزل في النار لترينا من أنت..!
نزل حريش في النار، فقلب
لطائر أخضر..وطار، فذهب النَّاس إلى أخته حريشا (طبعا لن يكون اسمها سلمى أو ليلى)
وأعلموها مستفسرين عن حريش، فتركت العجين الذي بين يديها، ونزلت النار وقلبت هي
الأخرى لطائر أخضر..وطار.
بنى حريش مقامه على
قمة الجبل الشاهق الذي سيحمل اسمه، واختار قمة تطل على جميع القرى حتى البعيدة
كالناصرة وجبل الشيخ وجبال الاردن، إلا القرية التي ظلمته، ويقال بأنه أيضا دعا
على بنات القرية بدعاء باطل. الأولياء أيضا يحقدون، ولكن بمقدار، فالله أبطل
دعائه.
تروي مياه الشتاء
التي تنزل من الجبل مرج صانور الذي يتحول إلى بحيرة مؤقتة، أمّا مياهه باتجاه جبع
فتفيض لتخرب الطريق الترابية والمنازل، وكل ذلك بنية حريش.
وما زالت حكاية أهل
القرية مع حريش حاضرة وتعكس صعوبات تسلقهم إلى أرضهم في الجبل الشامخ، حتى بعد أن
حطم مجهولون مقام الولي الحاقد الغاضب الشاهق.
مجرد سوء فهم، حدث
كثيرا بين ناس وولي وسيط بينهم وبين الله في عليائه، ولكنه طال أكثر من اللازم..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق